كتاب الجنة والنار

المبحث الثاني عشر: أفضل ما يُعطاه أهل الجنة رضوان الله والنظر إلى وجهه الكريم
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير كله في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً "، متفق عليه. (¬1)
وأعظم النعيم النظر إلى وجه الله الكريم في جنات النعيم، يقول ابن الأثير: " رؤية الله هي الغاية القصوى في نعيم الآخرة، والدرجة العليا من عطايا الله الفاخرة، بلغنا الله منها ما نرجو ". (¬2)
وقد صرح الحق تبارك وتعالى برؤية العباد لربهم في جنات النعيم (وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة) [القيامة: 22-23] ، والكفار والمشركون يحرمون من هذا النعيم العظيم، والتكرمة الباهرة: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) [المطففين: 15] ، وقد روى مسلم في صحيحه والترمذي في سننه عن صهيب الرومي – رضي الله عنه – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا دخل أهل الجنة، يقول تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم تبارك
¬__________
(¬1) مشكاة المصابيح: (3/88) .
(¬2) جامع الأصل: (10/557) .

الصفحة 254