الفصل الرابع: النار خالدة لا تبيد
النار خالدة لا تفنى ولا تبيد، كما قال الطحاوي في عقيدته: " والجنة والنار مخلوقتان، لا تفنيان ولا تبيدان " (¬1) ، ونقل ابن حزم اتفاق الأمة على ذلك، فقد جاء في كتابه " الملل والنحل " قوله: " اتفقت فرق الأمة كلها على أن لا فناء للجنة ولا لنعيمها، ولا للنار ولا لعذابها، إلا الجهم بن صفوان ". (¬2)
وجاء في كتابه " مراتب الإجماع" قوله: " ... وأن النار حق، وأنها دار عذاب لا تفنى، ولا يفنى أهلها بلا نهاية " (¬3) . والنصوص الدالة على خلود النار كثيرة، وحسبك أن الله سماها " دار الخلد ".
هذا مذهب أهل السنة والجماعة أن النار خالدة لا تبيد، وأهلها فيها خالدون، ولا يخرج منها إلا عصاة الموحدين، أما الكفرة والمشركون فهم فيها خالدون.
¬__________
(¬1) شرح الطحاوية: ص 476.
(¬2) الملل والنحل: لابن حزم: (4/83) .
(¬3) مراتب الإجماع: 173.