كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - (اسم الجزء: 6)
خديجة بنت خويلد.
وقد جمعَ بعضُ العلماء بين هذه الروايات وتحرَّى التوفيق بينهما، فقالَ أولُ مَن أسلمَ مِن الرجال البالغين (¬١) وذوي الأسنان أبو بكر؛ وأول من أسلمَ مِن الأحداث عليٌّ؛ ومِن النساءِ خديجة).
* قال الحاكم في «معرفة علوم الحديث» ـ ط. ابن حزم ـ (ص ١٥٩): (ولا أعلمُ خلافاً بين أصحابِ التواريخِ أنَّ عليَّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - أولهم إسلاماً، وإنما اختلفوا في بُلُوغه، والصحيحُ عندَ الجماعةِ أنَّ أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - أولُ مَن أسلم مِن الرجال البالغين، لحديث عمرو بن عبسة أنه قال: يا رسولَ اللَّه، مَنْ تَبِعَكَ على هذا الأمر؟ قال: «حُرٌّ وعَبْدٌ»، وإذا معَه ... أبو بكر، وبلال - رضي الله عنهما -). ا. هـ.
* قال العراقي في «طرح التثريب» (١/ ٨٥): (وادَّعَى الحاكمُ نفي الخلاف فيه، فقال في «علوم الحديث»: لا أعلمُ خِلافاً بين أصحاب التواريخ أنَّ علياً أولهم إسلاماً، قال: وإنما اختلفوا في بلوغه، ثم ناقضَ الحاكم ذلك، فقال بعد ذلك: والصحيحُ عند الجماعة أنَّ أبا بكر الصديق أولُ مَن أسلم مِن
---------------
(¬١) ذكر بعضهم قيداً: البالغين الأحرار، ذكر أبو بكر محمد بن علي المطوِّعي الغازي النيسابوري المجاور بمكة (كان حياً سنة ٤٣٥ هـ) في كتابه «مَن صبر ظفِر» (ص ١٩٨) أنَّ أبا بكر - رضي الله عنه - أول مَن أسلمَ مِن الرجالِ البالغينَ الأحرار.