كتاب شرح أدب الكاتب

منه نثا ينثو وفي صفة مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنثى فلتاته ولا تلتفت إلى قول لا يصرف منه فعل وقال بعض أهل اللغة الثناء يكون في الخير والشر والنثا لا يكون إلا في الذكر الجميل والقول هو الأول. وقوله " بما هو أهله " أي بالمدح الذي يؤنس بأنه له ويستحقه وكذلك قوله تعالى " هو أهل التقوى وأهل المغفرة " أي يؤنس باتقاء عقابه ويؤنس بالعمل المؤدي إلى مغفرته أي لا ينفر عن التقوى. قال اليزيدي أنست به واستأنست وأهلت به بمعنى واحد. ومنه يقال أهل الرجل إذا تزوج للأنس الذي بين الزوجين. والصلاة في اللغة الدعاء وسمى ما تعبدنا الله به صلاة لأن المصلي يدعو في صلاته والعرب تسمى الشيء إذا تعلق به أو جاوزه أو كان منه بسبب ومن ذلك الصلاة على الميت إنما هي الدعاء له وقال الزجاج الأصل في الصلاة اللزوم يقال قد صلى واصطلى إذا لزم ومن هذا هو يصلى في النار أي يلزمها قال وقال أهل اللغة في الصلاة أنها من الصلوين وهما مكتنفا الذنب من الناقة وغيرها وأول موصل الفخذين من الإنسان فكأنهما في الحقيقة مكتنفا العصعص قال والقول عندي هو الأول إنما الصلاة لزوم ما فرض الله والصلاة من أعظم الفرض الذي أمر بلزومه وقيل سميت صلاة من صليت العود إذا لينته لأن المصلي يلين ويخشع والصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة دعاء واستغفار ومن الناس التي فيها الركوع والسجود قال الأعشى في أن الصلاة الدعاء.
تقول بنتي وقد قربت مرتحلا ... يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي ... نوماً فإن لجنب المرء مضطجعا
وقال: وصلى على دنها وارتسم أي دعا لها بالبركة وتكون الصلاة كنيسة اليهود وأنشد ابن الأنباري.
اتق الله والصلاة فدعها ... إن في الصوم والصلاة فسادا
أراد بالصلاة ما ذكرت والصوم ذرق الظليم. والرسول قال ابن الأنباري سمي رسولا لأنه يتابع أخبار الذي بعثه أخذ من قولهم جاءت الإبل رسلاً أي متتابعة.

الصفحة 17