كتاب شرح أدب الكاتب

وقوله ناس أو متناس الناسي الذي طبعه النسيان ولا يحفظ وإن تعمل للحفظ يقال منه نسي ينسى نسيانا والمتناسي الذي يتهيأ له أن يحفظ ولا يحفظ وهو الذي يتعمد النسيان يقال منه تناسى ويتناسى وتناسياً وقيل هو الذي يظهر النسيان كالمتجاهل والمتعاقل. ليدخل في جملة المجدودين المجدودون المحظوظون يقال منه جد الرجل فهو مجدود ما تقول حظ فهو محظوظ وفلان جد حظ وجدي حظي وجديد حظيظ إذا كان ذا جد وحظ والجد بفتح الجيم الحظ هنا وهو أيضاً القطع وأب الأب وأبو الأم والعظمة. والجد بالكسر ضد الهزل والاجتهاد في العمل والجد بالضم البئر الجيدة الموضع من الكلأ. " ويخرج عن جملة المحدودين " المحدودون المحرومون كأنهم منعوا الرزق وأصل الحد المنع ومنه سمى البواب حداداً لمنعه الناس من الدخول وسمى حد السارق حداً لمنعه إياه من المعاودة. وأراد بالمحدودين العلماء وقيل لبعض الحكماء لم لا يجتمع العلم والمال فقال لعدم الكمال وقال إبراهيم بن شكلة:
مع أنني واجد في الناس واحدة ... الرزق أروغ شيء عن ذوي الأدب
وقوله " فالعلماء مغمورون وبكثرة الجهل مقموعون حين خوى نجم الخير وكسدت سوق البر وبارت بضائع أهله ".
وأحد العلماء عالم كشاعر وشعراء ويكون وأحدهم عليما ككريم وكرماء وظريف وظرفاء. والمغمور الخامل وهو مأخوذ من الغمر وهو الماء الكثير وأصله التغطية فكأن المغمور الذي قد غشيه ماء كثير فغطاه وهو ههنا الذي غمر بجهل الناس فلا يعرف. والغمير نبت صغير في أصل الكبير كأنه غمره. والغمر الذي لم يجرب الأمور لغلبة الجهل عليه والغمر الحقد منه أيضاً. وكرة الجهل دولته ورجوعه قال الله تعالى " ثم رددنا لكم الكرة عليهم " أي الدولة والفعل منه كريكر كراً إذا عطف ورجع بضم الكاف من المستقبل وما كان من فعل ومضاعفا غير متعد فعين مستقبله في الأكثر مكسورة نحو عف يعف وخف يخف وما كان متعدياً فيفعل منه مضموم كمد يمد ورد يرد إلا أحرفا جاءت بالوجهين وهي شده يشده ويشده وعله يعله ويعله إذا سقاه ثانيا ونم الحديث ينمه وينمه وهره يهره ويهره كرهه وبته يبته ويبته قطعه وأضني الأمر يؤضني ويئضني إذا أضطرك ومن قال حببته فمضارعه

الصفحة 21