كتاب شرح أدب الكاتب

أحبه بالكسر. والجهل ضد العلم وأصله من الطيش والخفة فحقيقة الجهل خفة تصيب الإنسان استجهلت فلانا إذا استخففته حتى تنزيه واستجهل هو أي أنتقل من حد العلم إلى الجهل كما تقول استنوق الجمل واستتيست الشاة قال الشاعر:
هيهات قد سفخت أمية رأيها ... واستجهلت حلماؤها سفهاؤها
حلماؤها مبتدأ وسفهاؤها الخبر ويجوز أن يكون حلماؤها بدلا من أمية بدل الاشتمال وسفهاؤها رفع باستجهلت تقديره وسفهت حلماء أمية فاستجهلت سفهاؤها. والمجهلة الامر يحملك على الجهل. والمقموع المقهر تقول قمعته أي أذللته وقمعته أي ضربته بالمقمعة. وخوى نجم الخير أي سقط واصله من الانواء وهي منازل القمر وقد ذكرها ابن قتيبة. وأصل أخوى من الخلو يقال خوى نجم كذا إذا خلا من المطر عند سقوطه أي أخلف مطره يخوى خيا وأخوى أيضا يقال خوى المنزل يخوى خويا إذا خلا وخوى يخوى وخوى جوفه من الطعام مثله وقال كعب ابن زهير في خوى النجم:
قوم إذا خوت النجوم فانهم ... للطارقين النازلين مقار
وأنشد الفراء في أخوى
وأخوت نجوم الاخذ إلا أنضة ... أنضة محل ليس قاطرها يثري
ثم استعمل خوى فيما يقل خيره وتسقط دولته يقال خوى النجم مشدد إذا طار وخوى إذا أفل وسمى النجم نجما بالطلوع يقال نجم النجم والنبت إذا طلعا وكل طالع ناجم. وكسدت سوق البر الكساد خلاف النفاق ونقيضه وسوق كاسدة بائرة وقيل الكساد الفساد والسوق موضع البيع وسميت سوقا لأن الأشياء تساق اليها أي تجلب للبيع وهي مؤنثة وقد جاء تذكير ما في الشعر قال الشاعر:
بسوق كثير ريحه وأعاصره
والبر كل ما تقرب به إلى الله عز وجل من عمل خير فهو بر هذا قول الزجاج وقال غيره البر خير الدنيا وخير الاخرة فخير الدنيا ما ييسره الله للعبد من الهدى والنعمة والخيرات وخير الاخرة والفوز بالنعيم الدائم في الجنة والفعل منه بررته أبره براً والبر الاسم وبارت السوق أفرط رخص سلعتها وكسدت وقي الحديث " نعوذ بالله من بوار الأيم " أي كسادها وهو أن تبقى المرآة في بيتها لا يأتيها خاطبها وأصل ذلك من الفساد والهلاك يقال بارت الأرض إذا خرجت وبار الشيء إذا هلك. والبضاعة

الصفحة 22