كتاب شفاء العليل في اختصار إبطال التحليل - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

فانه كان أرحم الناس بامته، ويحب تيسير الأمور، وقصة امرأة
رفاعة مشهورة (1)، فهلا علمها ذلك، وهو يرى من حرصها على
العود إلى زوجها ما يرق القلب لحالها، وقد كان يمكن أن يقول
لبعض المسلمين: خلل هذه لزوجها، فلما لم يامر هو ولا أحد من
حلفائه [بشيء من ذلك]، علم قطعا انه لا سبيل إليه.
ومن تأمل هذا المسلك، وعلم كثرة وقوع الظلاق على عهد
الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحلفائه، ولم يوذن لأحد فيه علم انتفاؤه، وأنه ليس
من الدين.
المسلك الرابع
إجماع الصحابة - رضي الله عنهم -.
فروي عن عمر أنه قال: "لا اوتى بمحلل ولا محلل له إلا
رجمتهما"، رواه ابن أبي شيبة (2) وأبو إسحاق الجوزجاني وحرب
الكرماني والأثرم والبيهقي (3)، وهو مشهور محفوظ (4).
ورفع إلى عثمان رجل تزوج امرأة ليحلها، ففرق بينهما،
وقال: "لا ترجع إلا لنكاح رغبة لا دلسة" (5)، رواه الجوزجاني.
وعن علي قال: "لا ترجع إليه إلا بنكاح رغبة لا دلسة،
__________
(1) تقدمت (ص/ 67).
(2) (292/ 7).
(3) (208/ 7).
(4) وأخرجه عبدالرزاق: (6/ 265)، وسعيد بن معصور: (2/ 75) وغيرهم.
(5) اخرجه البخاري في " تاريخه ": (1/ 152)، والبيهقي: (08/ 7 2).
136

الصفحة 136