كتاب شفاء العليل في اختصار إبطال التحليل - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

لا صل له في الدين اصلا، ولا هو مأخوذ عن السابقين ولا عن
التابعين، بل قد حرمه الله ورسوله، وهذا بين لمن تأمله.
المسلك الثاني عشر
هو: أن جواز التحليل قد فضى إلى مفاسد عظيمة كثيرة،
وصار مطنة لها ولما هو أكثر منها.
[منها]: أن بعض التيوس المستعارة صار يحلل الأم وبتتها
-على ما خبرني به من صدقته - وذلك أنه قد نصب نفسه لهذا
السفاح، فلا يميز من المنكوحة، ولا له غرض في المصاهرة حتى
يجتنب ما حرمته.
ومنها: انه يجمع ماءه في اكثر من اربع نسوة، بل اكثر من
عشرة، وهو مما أجمع الصحابة على تحريمه، وأجمع المسلمون
على تحريمه إذا كان الطلاق رجعيا.
ومنها: أنه كثيرا ما (1) يتواطأ هو والمرأة على أن لا يطأها؛ إ ذ
ليس له ولا لها رغبة في ذلك، والمرأة لا تعده زوجا.
ومنها: كونه غير كفء غالبا، ونكاحه إما باطل أو مكروه أو
مشروط فيه رضى الأولياء.
وال الامر إلى [أن] صار كثير من الناس يحسب أن مجرد
وطء الذكر يحلها، حتى اعتقد بعضهم أنها إذا ولدت ذكرا حلت!!
__________
(1) "الأصل" و (م): "أن كثيرا مما. . . " والمثبت من "الإبطال ".
149

الصفحة 149