كتاب شفاء العليل في اختصار إبطال التحليل - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

فإنه قد يمتنع من الطلاق.
وأيضا: زعموا أن هذا استر لهما من رجل أجنبي؛ لأن وطء
عبده ليس كوطء من يساميه في الحرية.
ثم ذهب بعض الشذوذ إلى أن وطء الصغير الذي لا يجامع
مثله يحلها، فإذا انضم إلى ذلك ان يجبره على النكاح صار بيد
المطلق العقد والفسخ، وإن كان كبيرا، فمنهم من يخيره، فيصير
بيد السيد العقد والفسخ أيضا.
وجعل بعض أصحابنا في هذه الصورة - أعني إذا زوجها من
عبده الكبير - احتمالا؛ لان الزوج لم ينو التحليل، وإنما نواه غيره.
وهذه الصورة أبلغ في المخادعة لله -تبارك وتعالى - والاستهزاء
باياته تعالى، فان (1) هناك كان المحفل هو الذي بيده الفرقة، وهنا
جعلت الفرقة بيد المطلق والمرأة، لاسيما إن كانت الزوجة تحت
حجر الزوج، بأن يكون وصيا لها، فيرى ان يهبها العبد ويقبله هو،
فيبقى المطلق مستقلا بفسخ النكاح، والعبد لا يمكنه أن يتزوج إلا
بإذن سيده، فيأذن له في النكاح، ومن نيته أن يفسخ نكاحه.
فيكون الزوج مخدوعا ممكورا به، حيث أذن له في نكاح
باشره وليس القصد به نكاحا وإنما القصد به سفاح، فهناك وقعت
المخادعة لله فقط، وهنا وقعت (173/ب) في حق الله وفي حق ادمي،
وهو الزوج، وتصير اللعنة التي وجبت على المحلل والمحلل له
__________
(1) " الإبطال ": " فإنه ".
152

الصفحة 152