كتاب شفاء العليل في اختصار إبطال التحليل - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

أن تفعل ما يرفع النكاح لم تكن قد حقيقة.
فلا تحسبن أن كلام أحمد وغيره: أن نية المرأة ليست بشئ
يعم ما إذا نوت ان تفارق بطريق تملكه، وإنما أرادوا نيه أن تتزوج
الأول، ولا ريب أنها إذا نوت أن تتزوج بالأول لم يؤثر ذلك شيئا
كما تقرر؛ لأن هذه النية لا تتعلق بنكاح الثاني.
فأما إذا نوت فعلا محرما أو خديعة أو مكرا؛ فهذا نوع آخر،
وبهذا يظهر حقيقة الحال في هذا الباب، ويظهر الجواب عما ذكرناه
من جانب من اعتبر نية المرأة مطلقا.
والمسألة تحتمل أكثر من هذا، ولكن هذا الذي تيسر، وهو
أخر ما يسره الله من الكلام في مسألة التحليل على سبيل الاختصار،
وإلا فالحيل تحتاج إلى بسط واستيفاء الكلام فيها إلى نظر خاص
الي كل مسألة (1)، وهذا يحتمل عدة أسفار، والله -سبحانه - يجعله
خالصا لوجهه الكريم، وموافقا لمجبته ومرضاته آمين.
والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين،
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فرغ منه ليلة الخميس تاسع (2) عشري صفر من سنة
خمس وخمسين وسبع مئة، أحسن الله تقتضيها.
__________
(1) كذا في "الأصل" و (م)، والعبارة قلقة، وهي في "الإبطال": (ص/469):
"وإلا فالحيل يحتاج استيفاء الكلام فيها إلى أن يفرد كل مسألة بنظر خاص".
(2) تحتمل: سابع.
163

الصفحة 163