كتاب شفاء العليل في اختصار إبطال التحليل - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

وقال في صفة اهل النفاق من اهل العهد: <وإن يريدوا أن يخدعوك
فإت ح! بك لئه) الاية [الانفال/ 62] ه
فأخبر -سبحانه - ان هؤلاء المخادعين يخدعون (1) وهم لا
يشعرون بذلك، وان الله خادع من يخادعه، وان المخدوع يكفيه الله
شر من خدعه.
والمخادعة هي: الاحتيال والمراوغة بإظهار الخير مع إبطان
خلافه لتحصيل المقصود. يقال: طريق خيدع، إذا كان مخالفا
للقصد، لا يفطن له. ويقال: غول خيدع، ويقال للسراب: الخيدع،
وضشا خدع، اي: مراوغ، وفي المثل: "اخدع من ضشا) " (2)، وخلق
خادع، وسوق خادعة، اي: متلونة (147/ا) والحرب خ! عة.
واصله: الاخفاء والستر. ومنه قيل للخزانة: مخدع ومخدع (3)،
فلما كان قول القائل: < ءامنا بالئه وبأتيوم الاخر) إنشاء للإيمان
وإخبارا به، وحقيقته أن يكون صادقا في هذا الانشاء والاخبار،
بحيث يكون قلبه مطمئنا بذلك، وحكمه ان يعصم دمه وماله في
الدنيا، وان يكون له ما للمؤمنين، كان من قال هذه الكلمة غير مبطن
لحقيقتها، بل مريدا لحكمها وثمرتها فقط = مخادعا دله ورسوله،
وكان جزاؤه ان يظهر الله له ما يظن انه "كرامة، وفيه عذاب اليم،
كما اظهر هو للمؤمنين ما ظنوا انه إيمان وفي ضمنه الكفر.
__________
(1)
(2)
(3)
ا صله: " مخد و عو ن ".
انظر: "مجمع الامثال ": (457/ 1).
انظر: "لسان العرب ": (8/ 64 - 65).
28

الصفحة 28