كتاب شفاء العليل في اختصار إبطال التحليل - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد
وليس هذا من الأمور التي نحن فيها، فان اكثر ما في ذلك: انه كتم
عن المخاطب ما اراد معرفته، وافهمه خلاف ما في نفسه، مع انه
صادق فيما عناه. والمخاطب ظالم في تعرف (1) ذلك الشيء،
بحيث إن جهله بذلك خير له من معرفته، وهذا فعل خير ومعروف
مع نفسه ومع المخاطب، بخلاف الحيل التي مضمونها الاحتيال
على محرم، إما بسبب لا يباح [به] قط، او يباح [به] إذا قصد به
مقصوده الأصلي، او للاحتيال على مباح بسبب محرم، او على
محرم بصحرم، فهذا الذي قلنا: إنه لم يكن في اصحاب رسول الله
من يفتي بها، بل [كان] من ينهى عتها (2).
وأما الدلالة على الطريق التي ينال بها الحلال، والاحتيال
للتخلصر من الماثم يطريق مشروع يقصد به ما شرع له؛ فهذا هو
الذي؟،نوا يفتون به، وهو من الدعاء إلى الخير، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -
لبلال: "بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا) " (3).
__________
(1)
(2)
(3)
الأصل و (م): "تعريف" والمثبت من "الإبطال".
في "الإبطال ": "بل كانوا يعهون عنها"، والاصل و (م): "بل من ينهى عنها"
فأءسلحناه بما هو مثبت.
لم اجد ما ذكره المصنف من قول النبي ع! ي! لبلال -وإن كان الحافظ ابن
ح! جر قد ذكر نحوه في "الفتح": (342/ 12) في كتاب الحيل - اما قصة بلال
فقا- اخرجها مسلم رقم (1594) وهو نه جاء بتمر برني، فقال له رسول الله
ع! بة: "من أين هذا"؟ فقال بلال: تمر كان عندنا رديء، فبعت منه صاعين
بص، ع. . . فقال ع! ي!: "أوه عين الربا، لا تفعل، ولكن إذا أردت أن تشتري
اكمر فبعه ببيع اخر، ثم اشتر به".
65