كتاب شفاء العليل في اختصار إبطال التحليل - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد
يقفه عليه، وهذا تمليك فاسد، ولو فعل غير ذلك لعده ماكرا
غادرا، فيتكلم بالتمليك استهزاء وتلاعبا بايات الله وحدوده، وقد
كان له مندوحة بأن يقلد من يرى وقفه على نفسه (1)، أو يقفه على
غيره ويستثني المنفعة مدة حياته (2)، فان تقليد بعض الائمة خير من
الكذب والخداع والزور.
فصل (1)
فان قيل: هذه الحيل مما اختلف فيها العلماء، فاذا قلد الانسان
من يفتي بها فله ذلك، ولا إنكار في مسائل الخلاف، لاسيما على
من كان متقيدا بمذهب من يرخص فيها و قد تفقه فيها، ورأى أن
الدليل يقتضي جوازها، وقد شاع العمل بها عن جماعات من
الفقهاء، ويعزى القول بها إلى مذهب أبي حنيفة والشافعي -رضي
الله عنهما-.
وما قاله مثل هؤلاء الائمة لا ينبغي الانكار البليغ فيه، لاسيما
على من يعتقد ان الذين جوزوا ذلك افضل من غيرهم، فإذا قلد
العامي أو المتفقه واحدا منهم، إما على القول: إنه لا يجب على
العامي الاجتهاد في أعيان المفتين، أو على القول بوجوبه إذا ترخح
عنده ان من قلده فيها هو الأفضل، * إنكار، إلا ان يقال: إن
المسألة قطعية لا يسوغ فيها الاجتهاد، وهذا لا يمكن قوله؛ لأن
__________
(1)
(2)
(3)
ا نظر " الإبطال ": (ص / 9 4 1).
ا نظر " ا لا بطا ل ": (ع/ 38 1).
"فصل" ليست في "الإبطال".
75