كتاب شفاء العليل في اختصار إبطال التحليل - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

فيه طعنا على الأئمة بمخالفتهم القواطع.
ثم قد يفضي ذلك الى الخروج عن الائتلاف والخروج الى
الفرقة والاختلاف المنهي عنه، لاسيما ممن يحمله هوى دينه أو
دنياه على ما هو أبلغ من ذلك، فتصير مسائل الفقه من باب الاهواء،
وهذا غير سائغ، وقد علمتم أن السلف كانوا يختلفون في الفروع
مع دقاء الا! لفة وصلاخ (157/ب) ذات البين.
قلنا: نعوذ بالته - سبحانه - مما يفضي إلى الوقيعة في اعراض
الأئمة، أو انتقاص أحد منهم، أو عدم المعرفة بمقاديرهم، أو
محادتهم وترك محبتهم، ونرجو من الله ان نكون ممن يحبهم
ويتولاهم، ونعرف من حقوقهم وفضلهم مالا يعرفه أكثر الأتباع،
وان يكون نصيبنا من ذلك اوفر نصيب واعظم حط، ولا حول ولا
قوة إلا بالله.
ولكن دين الاسلام إنما يتم بأمرين:
أحدهما: معرفة فضل الأئمة وحقوقهم وقدرهم، وترك كل
ما يجر إلى ثلبهم.
والثاني: النصيحة لله -سبحانه - ولكتابه ولرسوله ولائمة
المسلمين وعامتهم، وابانة ما أنزل الله من البينات والهدى، ولا
منافات إن [شاء] الله - سبحانه - بين القسمين لمن شرح الله صدره،
وإنما يضيق عن ذلك احد رجلين؛ رجل جاهل بمقاديرهم (1)، أو رجل
__________
(1) و معا ذ ير هم.
76

الصفحة 76