كتاب شفاء العليل في اختصار إبطال التحليل - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد
يفعلا العقد لالدراهم صورة لا حقيقة.
والعقد لا يعقد ليفسخ من غير غرض يتعلق بنفس وجوده،
فإن هذا باظل كما تقدم بيانه (1)، ولو كان هذا مشروعا لم يكن في
تحريم الربا حكمة إلا تضييع الزمان، واتعاب النفوس بلا فائدة،
فإنه لا يشاء شاء ان يمتاع ربويا بأكثر منه من جنسه إلا قال: بعتك
هذا بكذا، واشتريت منك هذا بهذا الثمن، فلا يعجز احد عن
احلال ربا حرمه الله تعالى قط.
وكذلك جمييع ما نهى عنه، فيا سبحان الله! ايعود الربا الذي
حرمه الله ولعن آكله وشاهديه وكاتبه (2)، وعظم امره، واوجب
محاربة مستحله - إلى ان يستحل جميعه بأدنى سعي من غير كلفة
اصلا، إلا بصورة عقد هي عبث ولعب يضحك منها ويستهزا بها؟!.
ام يستحسن مؤمن ان ينسب نبيا من الانبياء فضلا عن سيد
المرسلين، بل ان ينسب رب العالمين إلى [ان] يحرم (3) هذه
المحرمات العظيمة ثم يبيحها بضرب من اللعب والهزل (162/أ)
الذي لم يقصد؟!.
وجماع ذلك: انه إذا اشترى منه ربويا، ويريد ان يشتري منه
بثمنه من جنسه، فاما ن يتواظئا عليه لفظا، او يكون العرف قد
__________
(1) (ص/87 - 90).
(2) انظر ما سبق (ص/73).
(3) المثبت من "الإيطال "، ودي "الاصل": "إلى يحرم "، و (م): "إلى تحريم ".
95