كتاب اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية - ابن عبد الهادي - ت جاد الله - ط عالم الفوائد
إن فيها بضع عشرة شريعة ليست في غيرها (1).
لما أمرهم الله عز وجل أن يوفوا بالعهود المتناول لعقوده التي
[وجبت عليهم] (2) بالايمان به- بين ما مر به، وبين ما نهى عنه، وما
حلله، وما حرمه، ليبين أن الوفاء بالعقود: باتباع هذا الأمر والنهي،
والتحليل والتحريم، فقال: < أ! ت لكم بهيمة اغم) الايات [المائدة:
1]، فأحل لهم بهيمة الأنعام، بشرط أن لا تحلوا الصيد وأنتم حرم،
ونهاهم صن إحلال شعائره وما معها، وأحل لهم الصيد بعد الإحرام،
ونهاهم عن أن يحملهم بغض قوم يمنعونهم من الدين أن يعتدوا،
وأمرهم كلهم [جميعا] ن يتعاونوا على البر والتقوبد، ولا يتعاونوا
على الإثم والعدوان، ثم فصل لهم ما حرم عليهم، كالميت حتف
أنفه، أو بسبب غير الذكاة، واستثنى من ذلك ما أدركوه حيا فذكوه.
وذكر ما ذبح على النصب والاستقسام بالازلام، وذلك يتضمن طلب
العبد قسمه وما قدر له فيما يريد ان يفعله، فيكون مؤتمرا منزجرا عن
الأزلام؛ أو فيما لابد أن يفعله، فيتضمن اعتقاده لما يكون عن الأزلام،
فإن المستقسم بالازلام يعتقد ما دلت عليه من خير او شر: فيما يفعله-
فيفعل أو يترك -؛ وفيما لا يفعل - فيعتقد أنها [مرجوة] (3) ومخوفة -؛ وذلك
فسق، وهو خروج عن طاعة الله فيما أمر به من الاستقامة والتوكل عليه).
__________
(1)
(2)
(3)
ابو ميسرة هو: عمرو بن شرحبيل الهمداني الكوفي، من اصحاب ابن مسعود
رضي الله عنه.
وهذا الأثر اورده بتمامه القرطبي في "تفسيره": (22/ 6)، والسيوطي في
"الدر المنثور": (3/ 4)، وفيه تعداد تلك الاحكام.
في الأصل: (وجب عليها).
في الأصل: (ما رجوه).
54