كتاب اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية - ابن عبد الهادي - ت جاد الله - ط عالم الفوائد
ثم تكلم على الطيرة والفال وانواع الاستقسام بالازلام، وتكلم ايضا
على السحرة والنجوم وعلى الكسوف، وقال في أثناء كلامه: (فلولا
أن الكسوف والخسوف قد يكونان سبئا [. . . . .] (1) وعذاب لم يصح
التخويف بهما، وكذلك سائر الايات المخوفة، كالريح الشديدة والزلزلة
وسائر الكواكب وغير ذلك، ولهذا يسمي العلماء الصلاة المشروعة
[عند] ذلك: "صلاة الايات"، وهي صلاة قد صلاها النبي! ص بركوعين
طويلين، وسجودين طويلين، ولم يصل قط صلاة في جماعة أطول
من صلاة الكسوف، ويصلى أيضا عند بعض العلماء - وهو المنصوص
عن أحمد- للزلزلة، ويصلى أيضا عند محققي أصحابه لجميع الايات،
كما دل على ذلك السنن والاثار، وهذه صلاة رهبة وخوف، كما أ ن
صلاة الاستسقاء صلاة رغبة ورجاء، وقد أمر الله عباده أن يدعوه
خوفا وطمعا).
ثم قال الشيخ رحمه الله: ا لما ذكر ما حرم عليهم ذكر ما حل
لهم: < يشلونك ما ا أحل لهم قل أحل لكم الطينت وما عفمتو من لجوارح مكلبين
تعلموفهن مما علمكم لله فكلوا مما امسكن علتكتم و بمروا أشم ألله علته > [المائدة: 4]،
فأمر بالاكل مما مسكن عليه الجوارج التي علمنا مكلبين ويذكر اسم
الله عليه، و [هذا] (2) اعتبار لثلاثة أمور:
أحدها: ان يكون الجارح معلما، فما ليس بمعلم لم يدخل في ذلك.
الثاني: أن يمسك علينا، فيكون بمنزلة الوكيل من عبد وغيره، وهذا
__________
(1) كلمة لم اتمكن من قراءتها.
(2) في الأصل: (هذه).
55