كتاب اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية - ابن عبد الهادي - ت جاد الله - ط عالم الفوائد

التي تسفه، لان مبدأ ذلك شهوتها، ليس هو مما [يأمر به العقل
والراي] (1)، ومبدا السفه منها، لخفتها وطيشها، والانسان قد [تأمره
نفسه في السر بأمور ينهاها عنه العقل] (2) والدين، فتكون نفسه اختانت
عليه وغلبته، وهذا يوجد كثيرا في أمر الجماع وأمر المال، ولهذا لا
يؤتمن على ذلك أكثر الناس، ويقصد بالائتمان من لا تدعوه نفسه
إلى الخيانة في ذلك، قال سعيد بن المسيب: لو ائتمنت على بيت
المال لاديت الأمانة، ولو ائتمنت على امرأة سوداء حبشية لخشيت
ان لا ؤدي الأمانة فيها.
وكذلك المال لا يؤتمن عليه اصحاب الانفس الحريصة على
اخذه كيف اتفق) (3).
131 - وتكلم شيخنا على قوله تعالى: < وكأيق من نجى! تل معه ربتون
في) [ال عمران: 146]، واختار أن المعنى: أن يكون النبي قتل، وأن
من معه من الربيون لم يهنوا بعد قتله، وضعف قول من قال: إن الربيين
قتلوا تضعيفا كثيرا من عدة وجوه، والربيون: هم الجماعة الكميرة.
قال: (وقوله: < معبما رتئون) (4) [ال عمران:46 ا] صفة للنبي لا حال،
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
في الاصل: (يامره والفعل)، والتصويب من "الفتاوى".
في الأصل: (تغلبه نفسه في الشر على هواه وامور ينهى بها عنه الفعل)! والمثبت
من "الفتاوى ".
"الفتاوى ": (14/ 438 - 444)، ووقع بعض الاختلاف اليسير.
قال ابن عطية في "المحرر الوجيز": (253/ 3 - 254): (قرا ابن كثير وأبو عمرو
ونافع: "قتل"- بضم القاف، وكسر التاء المخففة -، وقرا الباقون: "قاتل"-
بالف بين القاف والتاء -، وقرا قتادة: "قتل" - بضم القاف وكسر التاء مشددة -
على التكثير) 1.هوالشيخ يقرا بالقراءة الأولى.
69

الصفحة 69