كتاب اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية - ابن عبد الهادي - ت جاد الله - ط عالم الفوائد
قال: (وحذف "الواو" في مثل هذا دليل على أنها صفة بعد صمة
ليست حالا، وبهذا يظهر كمال المعنى وحسنه، فإن قوله: <مع!
ربيونفي) [آل عمران: 146] اي: هم يتبعونه سواء كانوا معه حين قتل
او لم يكونوا، والمعنى على الاول، لأن المقصود أن جميع أتباع
النجي! ي! لم [يرتدوا] (1) - لا من شهد مقتله ولا من غاب -، فإن
المقصود أن قتل النجي لا يغير الايمان من قلوب أتباعه) (2).
132 - وقال بعد أن ذكر قوله تعالى: < ولمدسبقت! تنالعبادنا المرسين *7*
إنهتم الم أتمصحورون ا 7*،) [الصافات: 171 - 172] قال: (وهذا يشكل على بعض
الناس، فيقول: الرسل قد قتل بعضهم، فكيف يكونون [منصورين] (3)؟
فيقال: القتل إذا كان على وجه فيه عزة الدين وأهله كان هذا من
كمال النصر، فإن الموت لابد منه، فإذا مات ميتة يكون بها سعيدا
في الاخرة فهذا غاية النصر، كما كان حال نبينا! فإنه استشهد
طائفة من أصحابه فصاروا إلى اعطم كرامة، ومن بقي كان عزيزا
منصورا، وكذلك كان الصحابة يقولون للكفار: اخبرنا نبينا أن من
قتل منا دخل الجنة، ومن عاش منا ملك رقابكم.
فالمقتول إذا قتل على هذا الوجه كان ذلك من تمام نصره ونصر
اصحابه، ومن هذا الباب حديث الغلام الذي رواه مسلم، لما اتبع
دين الراهب وترك دين الساحر، وأرادوا قتله مرة بعد مرة [فلم يستطيعوا] (4)،
حتى أعلمهم بأنه يقتل [إذا قال الملك: بسم الله رب الغلام. ثم
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
في الأصل: (يزيدوا) تصحيف، والسياق يدل على ما اثبت، والله اعلم.
انظر: "الفتاوى ": (4 1/ 373 - 4 37).
في الأصل: (منصورون).
في الأصل: الم يطيعوا)، ولعل الصواب ما اثبت، والله اعلم.
70