كتاب اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية - ابن عبد الهادي - ت جاد الله - ط عالم الفوائد
وبعض الناس يستحبه في أدبار الخمس.
والذي عليه الأئمة الكبار أن ذلك ليس من سنة الصلاة، ولا
تستحب المداومة عليه، فان النبيئ! لم يكن يفعله هو ولا حلفاؤه
الراشدون، ولكن كان يذكر [الله] عقب كل صلاة ويرغب في ذلك،
وصهر بالذكر عقيب الصلاة، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة:
حديث المغيرة بن شعبة وعبدالله بن الزبير.
والناس في هذه المسألة طرفان ووسط: منهم من لا يستحب
ذكرا ولا دعاء، بل بمجرد انقضاء الصلاة يقوم هو والمأمومون كأنهم
قد فروا من قسورة! وهذا ليس بمستحب.
ومنهم من يدعو هو والمأمومون رافعين أيديهم وأصواتهم، وهو
أيضا خلاف السنة.
والوسط هو اتباع ما جاءت به السنة من الذكر المشروع عقيب
الصلاة، ويمكث الامام مستقبل المأمومين على الوجه المشروع.
ولكن إذا دعوا أحيانا لأمر عارض - كاستسقاء واستنصار أو
نحو ذلك - فلا بأس بذلك، كما أنهم لو قاموا ولم يذكروا لامر
عارض جاز ذلك ولم يكره، وكل ذلك منقول عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد
كان أكثر الأوفات يستقبل المأمومين بعد أن يسلم، وقبل أن يستقبلهم
يستغفر الله ثلاثا، ويقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت
قال: - بل الفاعل احق بالإنكار، فان المداومة على ما لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يداوم
عليه في الصلوات الخمس ليس مشروعا، بل مكروه. . . إلخ) أ. هـ
وانظر ايضا: (22/ 6 1 5 - 17 5).
83