كتاب سؤالات الترمذي للبخاري حول أحاديث في جامع الترمذي
يده بخطه ولم أسمعه منه".
ثم ساق الأسامي وهي مرتبة فيه على وفق حروف المعجم، وفي بعضها يذكر ضعفاً وتجريحاً1.
__________
1 انظر: فهرس المخطوطات المصورة بمعهد إحياء المخطوطات العربية بجامعة الدول العربية بالقاهرة –التاريخ 2/95-56 رقم 719 وضع الدكتور لطفي عبد البديع. "وتاريخ التراث العربي" لسزكين 1/258.
وأبو زرعة: هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ القرشي مولاهم أبو زرعة الرازي أحد الأئمة الحفاظ. ولد سنة (200?) سمع: أبا نعيم، وأبا الوليد الطيالسي، والقعنبي. وحدّث عنه: من شيوخه حرملة بن يحيى، وأبو حفص الفلاس، وجماعة، وابن خالته الحافظ أبو حاتم الرازي.
قال فضلك عن الربيع: "إن أبا زرعة آية" وقال عبد الواحد بن غياث: "ما رأى أبو زرعة مثل نفسه".
وقال أبو حاتم: "حدثني أبو زرعة: وما خلف بعده مثله علماً، وفقهاً، وفهماً وصيانة، وصدقاً، وحذقاً، وهذا ما لا يرتاب فيه، ولا أعلم في المشرق والمغرب من كان يفهم هذا الشأن مثله، ولقد كان من هذا الأمر بسبيل، وقَلّ من رأيت في زهده. قال: وإذا رأيت الرازي وغيره ينتقص أبا رزعة فاعلم أنه مبتدع".
وروى البيهقي عن ابن وارة قال: كنا عند إسحاق بنيسابور فقال رجل من أهل العراق: سمعت أحمد يقول: "صحّ من الحديث سبعمائة ألف حديث وكسر وهذا الفتى –يعني أبا زرعة- قد حفظ ستمائة ألف حديث" قال البيهقي: "وإنما أراد ما صحّ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقاويل الصحابة وفتاوى من أخذ عنهم من التابعين".
وقال صالح بن محمد جزرة عن أبي زرعة: أنا أحفظ عشرة آلاف حديث في القراءات.
قال ابن وارة سمعت إسحاق بن راهوية يقول: "كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي ليس له أصل".
وقال البرذعي سمعت محمد بن يحيى يقول: "لا يزال المسلمون بخير ما أبقى الله لهم مثل أبي زرعة".
وقال أبو يعلى الموصلي: "ما سمعنا يذكر أحد في الحفظ إلا كان اسمه أكبر من رؤيته إلا أبو زرعة الرازي، فإن مشاهدته كانت أكبر من اسمه، وكان قد جمع وحفظ الأبواب والشيوخ والتفسير وغير ذلك".
قال الخطيب البغدادي: "وكان إماماً ربانياً متقناً حافظاً مكثراً صادقاً، قدم بغداد غير مرة وجالس أحمد بن حنبل وذاكره".
قال عبد الله بن أحمد: "لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي، وكان كثير المذاكرة له فسمعت أبي يقول يوماً ما صليت غير الفرض استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي".
قال ابن حبّان في "الثقات": "كان أحد أئمة الدنيا في الحديث مع الدّين والورع، والمواظبة على الحفظ، والمذاكرة، وترك الدنيا وما فيه الناس".
وقال فيه الذهبي "في تذكرة الحفاظ": "الإمام حافظ العصر ... كان من أفراد الدهر حفظاً، وذكاء وديناً، وإخلاصاً، وعلماً، وعملاً".
وقال ابن حجر في "تقريب التهذيب": " ... إمام حافظ ثقة مشهور من الحادية عشرة، مات سنة أربع وستين أي ومئتين وله أربع وستون، ورى له مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه".
تقدمة الجرح والتعديل/328، تذكرة الحفاظ 2/557، تهذيب التهذيب 7/30، تقريب التهذيب 1/536، تاريخ بغداد 10/326.
وأبو حاتم: هو محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي أبو حاتم الرازي. ولد سنة خمس وتسعين ومئة (195?) .
روى عن: محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبيد الله بن موسى، وأبي مسهر الدمشقي، وأمم سواهم.
وروى عنه: يونس بن عبد الأعلى وهو من شيوخه، وابنه عبد الرحمن، وأبو زرعة الرازي، وأبو داود، والنسائي، وخلق كثير.
رحل وهو أمرد وبقي في الرحلة زماناً. قال ابنه: سمعت أبي يقول: "أول سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سبع سنين أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ، ثم تركت العدد بعد ذلك، وخرجت من البحرين إلى مصر ماشياً، ثم إلى الرملة ماشياً، ثم إلى دمشق، ثم إلى إنطاكية، ثم إلى طرسوس، ثم رجعت إلى حمص ثم منها إلى الرقة، ثم ركبت إلى العراق، كل هذا وأنا ابن عشرين سنة".
وروى عنه أيضاً أنه قال: قلت على باب أبي الوليد الطيالسي: "من أغرب عليَّ حديثاً غريباً مسنداً صحيحاً لم أسمع به فله علي درهم يتصدّق به، وقد حضر على باب أبي الوليد خلق، من الخلق أبو زرعة فمن دونه، وإنما كان مرادي أن يلقى عليَّ ما لم أسمع به، فيقولون هو عند فلان فأذهب فأسمع، وكان مرادي أن استخرج منهم ما ليس عندي، فما تهيأ لأحد منهم أن يغرب عليَّ حديث".
وقال سمعت أبي يقول: "جرى بيني وبين أبي زرعة يوماً تمييز الحديث ومعرفته، فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها، وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها، وخطأ الشيوخ، فقال لي: يا أبا حاتم قَلّ من يفهم هذا ما أعز هذا! إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقَلّ من تجد من يحسن هذا! وربما أشك في شيء، أو يتخالجني شيء في حديث فإلى أن ألتقي معك لا أجد من يشفيني منه. قال أبي وكذلك كان أمري".
قال أبو بكر الخلال: "أبو حاتم إمام في الحديث روى عن أحمد مسائل كثيرة وقعت إلينا متفرقة كلها غريب".
وقال ابن أبي حاتم: "سمعت موسى بن إسحاق القاضي يقول: ما رأيت أحفظ من والدك ... ". قال: وسمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: أبو زرعة وأبو حاتم إماما خراسان ودعالهما وقال: "بقاؤهما صلاح للمسلمين".
قال الخطيب البغدادي: "كان أحد الأئمة الحفاظ الأثبات مشهوراً بالعلم، مذكوراً بالفضل، وكان أول كتْبه الحديث في سنة تسع ومئتين".
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ: "الحافظ الكبير ... أحد الأعلام".
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: "وقد ذكر ابن أبي حاتم في مقدمة (الجرح والتعديل) لوالده ترجمة مليحة فيها أشياء تدل على عظم قدره وجلالته وسعة حفظه رحمه الله، منها ما قال أبو حاتم: قدم محمد بن يحيى النيسابوري الريَّ فألقيت عليه ثلاثة عشر حديثاً من حديث الزهري، فلم يعرف منها إلا ثلاثة. وهذا يدل على حفظ عظيم؛ فإن الذهلي شهد له مشايخه، وأهل عصره بالتبحر في معرفة حديث الزهري، ومع ذلك فأغرب عليه أبو حاتم".
وقال الذهبي في تقريب التهذيب: " ... أحد الحفاظ من الحادية عشرة مات سنة سبع وسبعين أي ومئتين/ روى له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه".
تقدمة الجرح والتعديل/349، تاريخ بغداد 2/73، تذكرة الحفاظ 2/567 تهذيب التهذيب 9/31، تقريب التهذيب 2/143.
والبرذعي: هو الحافظ الناقد أبو عثمان سعيد بن عمرو بن عمار الأزدي البرذعي، بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وفتح الذال وفي آخرها العين المهملة. (قال ياقوت: وقد رواه أبو سعد –يعني السمعاني- بالدال المهملة والعين مهملة عند الجميع بلد في أقصى أذربيجان) .
رحل وسمع محمد بن يحيى الذهلي، ومسلم بن الحجاج، وأبا سعيد الأشج وخلائق وصحب أبا زرعة وتخرج به.
حدّث عنه: حفص بن عمر الاردبيلي، وأحمد بن طاهر الميانجي، وحسن ابن علي بن عباس، وغيرهم.
قال ابن عقدة: مات سنة اثنتين وتسعين ومئتين رحمه الله تعالى (292?) .
تذكرة الحفاظ 2/743، معجم البلدان 1/379-381، معجم المؤلفين 4/228.