كتاب الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للإيمان بالله

المطلب الأول: في المعنى الأول للمثل، وهو: القول السائر:
يطلق لفظ "مثل" علماً على كل قول اشتهر، وتناقلته الألسن وكثر تمثل الناس به.
والقول السائر هو الذي يشبَّه مضربه1 بمورده2.
وهو مأخوذ من التمثل أي: الإنشاد.
قال جرير3 الشاعر: [ملف الجداول]
والتغلبيّ إذا تنحنح للقرى
حكَّ أسته وتمثل الأمثالا4
وحدّه كما قال الراغب5 الأصفهاني:
__________
1 يراد بمضرب المثل: الحالات والمواقف المتجددة التي يمكن أن يستعمل فيها المثل، لما بينها وبين مورد المثل من التشابه. انظر: الأمثال العربية، دراسة تحليلية تاريخية، د. عبد المجيد قطامش، ص (14) ، دار الفكر، دمشق، الطبعة الأولى، 1408هـ.
2 مورد المثل، يراد به: الحالة التي قيل فيها ابتداءً. انظر: نفس المرجع.
3 هو جرير بن عطية الخطفي بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب من يربوع التميمي أبو حزرة، الشاعر، ولد باليمامة، وتوفي بها سنة 110هـ. انظر: وفيات الأعيان، لابن خلكان، (1/127) ، وطبقات الشعراء لابن سلام، ص (86) .
4 لسان العرب لابن منظور، دار صيدا، (47/611) .
5 الحسين بن محمد بن المفضل، المعروف بالراغب الأصفهاني، من أهل أصفهان، سكن بغداد، ومن مؤلفاته: محاضرات الأدباء، والذريعة إلى مكارم الشريعة، والمفردات في غريب القرآن.. وغيرها، توفي سنة 502هـ. انظر سير أعلام النبلاء، (18/120) ، والأعلام، لخير الدين الزركلي، (2/255) .

الصفحة 42