كتاب تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشكلاته

ليحصل على كل ما يريده "حلوى، لعب، ... إلخ" ويبتعد عن كل ما لا يريده "النظافة، الذهاب إلى الفرش، تعاطي الدواء ... إلخ". إن هذا يحدث غالبا بعد سن 18 شهرا لكن لا بد أن يتوقف، وكلما كان أسرع كان أفضل.
كيف نستطيع أن نقول إن هذا نوع من التظاهر؟ هناك الكثير لكي نقوله، فإذا حدث هذا كجزء من الغضب فإن ذلك يكون مصحوبا بالرفس والصياح والسقوط على الأرض، وهذا عادة ما يكون تظاهرا وتمثيلا. وإذا كنت تعلم أن الطفل يريد شيئا كالطعام أو اللعب أو ما شابه ذلك فإن هذا من الخداع أيضا، وإذا حدث هذا فقط عندما تترك الحجرة "وهذا يزعجه جدا" وعندما يقطع العمل الممتع الذي كان يفعله، أو عندما لا يستطيع أن يحصل على ما يريد، فكل هذا يعتبر من قبيل التظاهر. فإذا كثر حدوث ذلك وصاحبه صياح وصوت عالٍ وبكاء فإن هذا يعتبر تمثيلا أيضا "تذكر أن الإثارة الذاتية لا يصحبها أي بكاء أو صياح أو غضب، ولكنها تحدث بانتظام وبتكرار وبهدوء".
إنه من الشائع بين الأطفال أن يحاولوا إصابة أنفسهم ليحصلوا على ما يريدون، حتى ما بعد سن السنتين، ويكون هذا مؤقتا فعلا إذا تعاملنا معه بالطريقة الصحيحة، ولكنه يكون مفزعا، فأحد الأطفال في سن 3 سنوات بدأ في ضرب رأسه بشدة للخلف في شيء وكان هذا هو المقعد واعتقدنا أنه ربما أن يكون نوعا من اللعب ولكن بعد ذلك بدأ يضرب رأسه في الحائط ثم الأرض ويفعل ذلك عندما يغضب أو عندما يريد أبا من أبويه يلعب معه. وبتحليل نتائج البحوث حول كيفية التعامل مع هذا النوع من السلوك فقد أكدت جميعها نفس المفاهيم.
أولا: أن خطورة هذا السلوك لا يمكن أن يكون سببا في تلبية رغبة الطفل.
ثانيا: أن الطفل يجب أن يتعلم الطرق السليمة لكي يحصل على ما يريد.
ثالثا: يجب أن نعمل مجهودا خاصا لكي نشبع نشاط الطفل باللعب معه وتعليمه ألعابا جديدة ونقرأ له القصص، وأن نقضي معه وقتا أكبر نشعره فيه بالمتعة، فإذا حدث هذا بتركيز واهتمام فإننا سوف نقلل من حدوث هذا السلوك.
إن الباحثين قد أضافوا بعضا من العقاب إلى الخطة، وقد أثبت هذا نجاحه "مع حدوثه في نفس الوقت الخطأ" والآن نعود إلى حديث خطوات التعامل مع أذى الطفل لنفسه بقليل من التفصيل.

الصفحة 309