كتاب الرد على الجهمية والزنادقة

الدنيا ...
وقال الميموني: سمعت علي بن المديني يقول: ما قام أحد بأمر الإسلام بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما قام أحمد بن حنبل.
قال: قلت له: يا أبا الحسن ولا أبو بكر الصديق؟!
قال ولا أبو بكر الصديق، إن أبا بكر الصديق كان له أعوان وأصحاب، وأحمد بن حنبل لم يكن له أعوان ولا أصحاب1.
وقال الشافعي: خرجت من بغداد وما خلفت بها أحدًا أتقى ولا أورع ولا أفقه ولا أعلم من أحمد بن حنبل ...
وقال أحمد بن سعيد الدارمي: ما رأيت أسود الرأس أحفظ لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا أعلم بفقهه ومعانيه من أبي عبد الله أحمد بن حنبل2.
وقال علي بن المديني عن أحمد بن حنبل: هو أفضل عندي من سعيد بن جبير في زمانه؛ لأن سعيد كان له نظراء، وأن هذا ليس له نظير.
وقال: إن الله أيد هذا الدين برجلين لا ثالث لهما: أبو بكر الصديق يوم الردة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة3.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: انتهى العلم إلى أربعة: أحمد بن حنبل،
__________
1 تاريخ بغداد 417/4، 418.
2 تاريخ بغداد 419/4.
3 مناقب أحمد بن حنبل 148، 149.

الصفحة 32