كتاب الرد على الجهمية والزنادقة

قال: فقال لي بعضهم: قال الله عز وجل: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزمر: 62] فالقرآن أليس هو شيئًا؟ فقلت: قال الله عز وجل: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْء} [الأحقاف: 25] فهل دمرت إلا ما أتت عليه.
فقال لي بعضهم: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء: 2] أفيكون محدث إلا مخلوقًا؟ قال: فقلت لهم: قال الله عز وجل: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص: 1] فالذكر هو القرآن، وتلك ليس فيها ألف ولا لام".
حدثنا أبو عمرو -حمزة بن القاسم- قال: حدثنا حنبل، قال: حدثنا أبو عبد الله بنحو هذه القصة، قال: "فقلت لهم: هذا نكرة، فقد يكون على جميع الذكر، والذكر معرفة وهو القرآن".
وأخبرني أبو عمرو 1-عثمان بن عمر الدراج- قال: حدثنا أبو بكر -أحمد بن محمد بن هارون الخلال- قال: كتب إليّ أحمد بن الحسين الوراق -من الموصل - قال: حدثنا بكر بن محمد بن الحكم عن أبيه عن أبي عبد الله، قال: سألته عما احتج به حين دخل على هؤلاء، فقال: "احتجوا عليَّ بهذه الآية: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء: 2] أي: أن القرآن محدث، فاحتججت عليهم بهذه الآية: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص: 1] قلت: فهو سماه الذكر وقلت: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} فهذا يمكن أن
__________
1 في الإبانة 250/2: "عمر" والمثبت هو الصواب، انظر: تاريخ بغداد 305/11، رقم 6098.

الصفحة 37