كتاب الرد على الجهمية والزنادقة

يكون غير القرآن محدث، ولكن {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص: 1] فهو القرآن، ليس هو محدثًا؛ قال: فبهذا احتججت عليهم.
واحتجوا عليَّ: ما خلق الله من سماء ولا أرض ولا كذا أعظم من آية الكرسي، قال: فقلت له: إنه لم يجعل آية الكرسي مخلوقة، إنما هذا مثل ضربه، أي: هي أعظم من أن تخلق، ولو كانت مخلوقة لكانت السماء أعظم منها، أي: فليست بمخلوقة.
قال: واحتجوا عليَّ بقول: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزمر: 62] فقلت: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} [الذاريات: 49] فخلق من القرآن زوجين، {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْء} [النمل: 23] فأوتيت القرآن؟ فأوتيت النبوة؟ أوتيت كذا وكذا؟
وقال الله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْء} [الأحقاف: 25] فدمرت كل شيء؟ إنما دمرت ما أراد الله من شيء، قال: وقال لي ابن أبي دؤاد أين تجد أن القرآن كلام الله؟
قلت: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} [الكهف: 27] فسكت. وقلت له بين يدي الرئيس، وجرى كلام بيني وبينه، فقلت له: اجتمعت أنا وأنت: أنه كلام. وقلت: إنه مخلوق، فهاتوا الحجة من كتاب الله أو من السنة؛ فما أنكر ابن أبي دؤاد ولا أصحابه أنه كلام.
قال: وكانوا يكرهون أن يظهروا أنه ليس بكلام فيشنع عليهم".
حدثنا حمزة بن القاسم، قال: حدثنا حنبل؛ قال: "قال

الصفحة 38