كتاب الرد على الجهمية والزنادقة

أصنامهم وقال: {أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} [القصص: 62] .
قال الله: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23] .
فلما كتموا الشرك، ختم الله على أفواههم، وأنطق الجوارح، فنطقت بذلك، فذلك قوله: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس: 65] . فأخبر الله عز وجل عن الجوارح حين شهدت، فهذا تفسير ما شكت فيه الزنادقة1.
__________
أَنفُسِهِمْ} قال: بتكذيب الله إياهم.
انظر: الدر المنثور "259/3".
1 انظر: تفسير الطبري "93/5" "165/7" وتفسير ابن كثير "529/1" "137/2" وتفسير الشوكاني "155/2، 156".
شك الزنادقة في قوله: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ}
...
أما قوله عز وجل:
{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} [الروم: 55] .
وقال: {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْرًا} [طه: 103] .
وقال: {إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْمًا} [طه: 104] .
وقال: {إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 52] .
ومن أجل ذلك شكت الزنادقة2.
__________
2 قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى: قوله تعالى: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ} [المؤمنون: 113] .
هذه الآية الكريمة تدل على أن الكفار يزعمون يوم القيامة أنهم ما لبثوا إلا يومًا أبو بعض يوم، وقد جاءت آيات أُخر يفهم منها خلاف ذلك، كقوله تعالى: {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ} =

الصفحة 73