كتاب زهرة التفاسير (اسم الجزء: 3)

الزوجية لَا تكون كاملة، ولذا روى أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " الحرائر صلاح البيت، والإماء هلاك البيت " (¬1).
ومن هذا يكون السبيل للزواج بهن شراءهن وإعتاقهن، وبذلك يقل الرقيق، ويكثر الأحرار، وإذا دخل بها مولاها كان ابنه حرا وكان سبيلا لحريتها ومنع بيعها، فيكثر الأحرار. وقد ختم الله سبحانه الآية بقوله: (وَاللَّه غَفورٌ رحِيم) للإشارة إلى عظيم رحمته بعبادِه فيما شرع، وإلى عظيم غفرانه لمن يرتكب إثما ثم يتوب، وإلى أن غفرانه من رحمته، إنه غفار لمن اهتدى. فاللهم اجعلنا من التوّابين الذين ينالون مغفرتك، إنك أنت التوَّاب الرحيم.
* * *
(يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)
* * *
بين سبحانه في الآيات السابقة المحرمات، ونبه إلى ما كان يقع فيه أهل الجاهلية من استباحة بعض هذه المحرمات، كزواجهم ممن كانوا أزواجا لآبائهم،
¬________
(¬1) مسند الفردوس عن أبي هريرة مرفوعا، رواه الديلمي والثعلبي عن أبي هريرة وضعفه السخاوي [تنقيح القول الحثيث بشرح لباب الحديث - الباب الخامس والعشرون، وجاء في كشف الخفا (1123) ج 4، ص 40. رواه الثعلبي بسند فيه أحمد بن محمد اليماني - متروك - عن يونس بن مرداس خادم أنس - وهو مجهول - أنه قال: كنت بين أنس وأبي هريرة، فقال أنس: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من أحب أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر "، فقال أبو هريرة: سمعته يقول: " الحرائر صلاح البيت، والإماء فساد البيت "، أو قال: " هلاك البيت ".

الصفحة 1648