كتاب زهرة التفاسير (اسم الجزء: 7)

ولقد كانت رقية النبي صلى اللَّه تعالى عليه وسلم الخالية من الشرك:
" اذهب البأس رب الناس، اشف وأنت الشاف، لَا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لَا يغادر سقما " (¬1).
وروي أن رقية النبي صلى اللَّه تعالى عليه وسلم كانت بالمعوذتين: قل أعوذ برب الفلق إلى آخرها وقل أعوذ برب الناس إله الناس إلى آخرها (¬2).
وفى الحق إن الأوهام التي تسيطر على الناس من ناحية الغيب دفعت النصارى إلى التثليث، وهو شرك، ودفعت المشركين من العرب إلى عبادة الأوثان.
والآية الكريمة تدعو المؤمنين إلى الحرص على التوحيد، وتفويض الأمر إلى اللَّه تعالى، وأن يبعدوا عن الأوهام المضلة، فلا يعتقدون في مخلوق أن فيه قوة تشفي، أو تنفع، فإن الأوهام أدت إلى الشرك في جاهلية العرب وأدت النصارى إلى التثليث، ولا تزال الأوهام تسيطر عليهم حتى تأدت بهم إلى عبادة الأحجار والصور والتماثيل.
* * *
سبيل الله
قال تعالى:
(أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)
¬________
(¬1) رواه الترمذي: الدعوات - دعاء المريض (3488) قال أبو عيسى هذا حديث حسن. وانظر السابق.
(¬2) انظر ما رواه الإمام أحمد: باقي مسند الأنصار - مسند عبد اللَّه بن فضالة (22832)، ومسلم. السلام - رقية المريض بالمعوذات والنفث (4065).

الصفحة 3871