كتاب زهرة التفاسير (اسم الجزء: 10)

أشد المضار، والمهالك، ولا يهتدون بالحق الذي هو الشرع الهني، والعذب الروي.
وهكذا كان الذين يحسبون الهداية ضلالا، والعكوف على الأوثان والتمسك بها صبرا، يحمدون عليه، وليس هوانا يحسب عليهم، واللَّه الهادي.
* * *
آيات الله في الكون
قال تعالى:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50)
* * *
الرؤية هنا بصرية نظرية، ذلك أنه من ينظر ببصره الظل وهو يُمَدُّ، والمد: الجر والسحب، يراه رأي العين يجر شيئا فشيئا من انبلاج الفجر، إلى طلوع الشمس يرى ذلك بالنظر، ثم يتدبر بالفكر في صانعه، ولذلك قال:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ) والرؤية بالبصر تكون في مد الظل شيئا فشيئا، والرؤية النظرية في سر ذلك وسببه، ولذا وجهت الرؤية إلى اللَّه خالق الأكوان والقادر على كل شيء، والرؤية

الصفحة 5288