كتاب زهرة التفاسير (اسم الجزء: 1)

وهكذا جاءت الأخبار عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بذكر آمين من المأمومين عندما يقرأ الإمام (وَلَا الضَّالِّينَ)، والمنفرد ينطق بها، وبذلك قال جمهور الفقهاء وروى أن أبا حنيفة لم يلتزم ولم يلزم بقولها، وروي عنه أنه يخفت بها ولا يجهر عند قول الإمام ولا الضالين، ومهما يكن ما روي بالنسبة لها من أخبار فإن المجمع عليه أنها ليست من القرآن فهي زيادة بطلب إجابة الدعاء الذي اشتملت عليه فاتحة الكتاب من الضراعة والاستعانة وطلب الهداية، فهي اسم فعل بمعنى استجب.
وإنما أجمع على أنها ليست من القرآن لأنها ليست بين دفتي المصحف كالبسملة، ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - مع طلبها لم يذكر أنها قرآن ولا من القرآن.
ورد أنه عليه الصلاة والسلام قال لأبيٍّ بن كعمب: " ألا أخبرك بسورة لم تنزل في التوراة والإنجيل والقرآن مثلها، قال: قلت: بلى يا رسول الله قال: " إنها الفاتحة وإنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته " (¬1).
تم - بحمد الله - تفسير سورة الفاتحة
* * *
¬________
(¬1) أخرجه الترمذي في سننه: فضائل القرآن: ما جاء في فضل فاتحة الكتاب (2875).

الصفحة 73