كتاب أجوبة التسولي عن مسائل الأمير عبد القادر في الجهاد

مالك 1، وما ورد في كمال المحارين 2 المخالفين على أهل الإسلام، وأراد أنْ يستعين بمشيخة الوقت فلم (يساعفوه) 3 محتجّين بأنّ الناس ليس لهم بمدافعتهم طاقة، إذ لم تكن لهم معرفة بالحروب، مع تركّب الأعراب عليهم في غالب الأوقات، مع ضعف جيش المسلمين عن مدافعتهم، فقال لهم شيخنا الإمام: لو كانوا على قلب واحد لغلبوهم، ولكن ضعف الإيمان حمل الناس على العجز عن قتالهم، إذْ لا يقابلهم إلاّ أهل
__________
1 - أبو عبد الله: مالك بن أنس الأصبحي الحميرى: إمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب المالكية، عاش في المدينة، صلباً في دينه، بعيداً عن الأمراء والملوك، وجه إليه (الرشيد) العباسي ليأتيه فيحدثه، فقال: (العلم يؤتى) فقصد الرشيد منزله واستند إلى الجدار، فقال مالك: (يا أمير المؤمنين!: من إجلال رسول الله إجلال العلم). من كتبه: "الموطأ" و"رسالة في الوعظ" و"النجوم" و"تفسير غريب القرآن"، مات (سنة 179هـ). (عياض- ترتيب المدارك: 1/ 104، ابن الجوزي- صفة الصفوة: 2/ 99، ابن فرحون- الديباج: 17 - 30، ابن حجر- التهذيب: 10/ 5).
2 - المحارب: اسم فاعل من حارب، قال ابن الحاجب: (هو كل فعل يقصد به أخذ المال على وجه يتعذر الاستغاثة عادة من رجل أو امرأة أو حرّ أو عبد أو مسلم أو ذمي أو مستأمن وان لم يقتل وان لم يأخذ مالاً): (خليل- التوضيح في شرح مختصر ابن الحاجب: 2/ 222 - ب. وقال البرزلي: (الحرابة: فعل لأخذ مال محترم بإذهاب عقل أو مقابلة أو بإخافة سبيل، وفي مختصر شيخنا هي: الخروج لإخافة السبيل بأخذ مال محرم بمكتابرة فقال أو إذهاب عقل أو قتل خفية أو بمجرد قطع الطريق لا لامرأة ولا عداوة، وفي العتبية: من خرج لقطع السبيل لغير أخذ مال فهو محارب وكذلك من حمل السلاح على الناس وأخافهم من غير عداوة. (فتاوى البرزلي: 4/ 237 - ب، 238 - أ). وقال أبو جيب: عند الظاهرية: هو المكتابر، المخيف لأهل الطريق، المفسد في الأرض، سواء بسلاح أو بلا سلاح أصلاً، سواء ليلاً أو نهاراً في مصر أو فلاة، أو في قصر الخليفة أو الجامع، سواء قدّموا على أنفسهم إماماً أو لم يقدموا سوى الخليفة نفسه، فكل من حارب المار، وأخاف السبيل بقتل النفس، أو أخذ مال أو لجراحة، أو لانتهاك فرج، فهو محارب، عليه وعليهم- كثروا أو قلّوا- حكم المحاربين. وعند بعض أهل العلم: هو الذي إذا نقض العهد، ولحق بدار الحرب، وحارب المسلمين. وعند الجعفرية: هو كل مجرد سلاحاً في بر، أو بحر، ليلاً أو نهاراً، لإخافة السابلة وإن لم يكن من أهلها على الأشبه. وعند الإباضية: من أخاف السبيل، وأعلن الفساد في الأرض. (القاموس الفقهي: 84).
3 - في "ب": (يسعفوه).

الصفحة 110