كتاب أجوبة التسولي عن مسائل الأمير عبد القادر في الجهاد

خرّج أبو داود 1، عن عبد الله بن مسعود 2، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن أول ما دخل النقصُ على بني إسرائيل»، كان الرجل يلقى الرجل فيقول: (يا هذا) 3؟ اتّق الله!، ودع ما تصنع، فإنّه لا يحلّ لك، ثم يلقاه [من الغد] 4 فلا يمنعه ذلك أنْ يكون أكيلَهُ وشَرِيبهُ وقَعِيدَهُ، فلما فعلوا ذلك ضَرَبَ الله قلوب بعضهم ببعض، وقال: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ... إلى قوله: فَاسِقُونَ} 5 ثم قال: "كلا والله لتأمرن بالمعروفِ، ولتنهوّن عن المنكرِ، ولتأخذنّ على يدِ الظالمِ، ولتأطِرُنَّه على الحق أطراً، (ولتقصرنه 6 على الحق قصراً، أو ليُضْرِبن اللهُ بقلوبِ بعضكم على بعض، ثم ليلعنّكم كما لعنهم" 7 ومعنى لتأطِرَنَّه أي: (لتردنه) 8 اهـ. لفظه.
__________
1 - هو: سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني: إمام أهل الحديث في زمانه، من كتبه: "السنن- ط" و"المراسيل- ط" و"كتاب الزهد". مات بالبصرة (سنة 275هـ). (البغدادي- تاريخ بغداد: 9/ 55، ابن خلكان- وفيات الأعيان: 1/ 214، الذهبي- تذكرة الحفاظ: 2/ 152.
2 - وهو: أبو عبد الرحمن: عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، الصحابي الجليل، الفاضل، من السابقين إلى الاسلام، وأول من جهر بقراءة القرآن بمكة، خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحب سره، نظر إليه عمر يوماً وقال: (وعاء ملىء علماً) له: 848 حديثاً، مات (سنة 32هـ). (ابن الجوزي- صفة الصفوة: 1/ 154، ابن الأثير- أسد الغابة في معرفة الصحابة: 3/ 356).
3 - هكذا في سنن أبي داود وفي جميع النسخ: (ما هذا يا فلان).
4 - ساقطة من جميع النسخ، والإضافة من سنن أبي داود.
5 - سورة المائدة / آية 78 - 81.
6 - في جميع النسخ: (أو تقصونه).
7 - أخرجه أبو داود في "سننه" كتاب "الملاحم" باب: "الأمر والنهي" (أنظر: "عون المعبود شرح سنن أبي داود": 11/ 487 - 488 - 489، نحوه. وأورده السيوطي في "جمع الجوامع": 2/ 233، وعزاه لأبي داود، وكذا في كتابه "الدر المنثور في التفسير بالمأثور": 2/ 300.
8 - (أنظر: القرطبي- الجامع لأحكام القرآن: 6/ 253، وابن عطية- المحرر الوجيز: 5/ 166، بلفظ: "إن الرجل من بنى إسرائيل كان إذا رأي أخاه على ذنب نهاه عنه تغريراً، =

الصفحة 120