كتاب سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين

يصلي فتتورم قدماه، كان قاضي الكوفة، لكنه لا يأخذ على القضاء رزقا ولا جزاء، قال الشعبي: كان مسروق أعلم بالفتوى من شريح، وكان شريح يستشير مسروقا، مات سنة ثلاث وستين للهجرة.
أما من النساء فأول من ينبغي أن نستهل بذكرها هي:
1 - السيدة عمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة الأنصارية المدنية، كانت مثالا رائعا لتعليم وتربية أم المؤمنين (ض)، فقد نشأت وترعرعت في حجرها، وذكرها ابن المديني ففخم أمرها وقال: ((عمرة أحد الثقات العلماء بعائشة الأثبات فيها)) (¬1).
وقال ابن حبان: ((كانت من أعلم الناس بحديث عائشة)) (¬2) وقال سفيان:
((أثبت حديث عائشة حديث عمرة، والقاسم، وعروة)) (¬3) كانت أم المؤمنين تحبها كثيرا، ونظرا إلى حب أم المؤمنين لها كان الناس كذلك يدارونها ويحترمونها، فكانت هي التي يتأخاها الناس وتستلم هدايا الناس لعائشة (ض)، فكانت تثيب الناس وترد عليهم (¬4)، وكان أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ابن أخيها فكتب إليه عمر بن عبد العزيز أن انظر ما كان من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو سنة ماضية أو حديث عمرة بنت عبد الرحمن فاكتبه (¬5).
كما أنها كانت تقوم بإصلاح الأخطاء الاجتهادية لابن أخيها (¬6)، يقول الزهري: قال لي القاسم بن محمد: ((أراك تحرص على العلم أفلا أدلك على وعائه؟ قلت: بلى، قال: عليك بعمرة بنت عبد الرحمن، فإنها كانت في حجر عائشة، فأتيتها فوجدتها بحرا لا ينزف)) (¬7).
¬__________
(¬1) تهذب التهذيب 466/ 12.
(¬2) الثقات لابن حبان 5/ 288 رقم الترجمة 4881.
(¬3) تهذيب التهذيب 466/ 12.
(¬4) الأدب المفرد للإمام البخاري 382/ 1 برقم 1118.
(¬5) تهذيب التهذيب 466/ 12، وكذلك الطبقات الكبرى 381/ 2.
(¬6) موطأ الإمام مالك باب ما لا قطع فيه برقم 1531.
(¬7) انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي 112/ 1، وكذلك سير أعلام النبلاء 4/ 508 و 5/ 347.

الصفحة 324