كتاب سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين

مرتك هذه، فعليك الجهاد في سبيل الله، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما خالط قلب امرىء مسلم رهج في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار)) (¬1).
وذات مرة جاءها أخوها عبد الرحمن بن أبي بكر فأساء الوضوء فقالت له عائشة: يا عبد الرحمن أسبغ الوضوء، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ويل للأعقاب من النار)) (¬2).
وذات مرة نزلت عائشة أم المؤمنين (ض) على صفية أم طلحة الطلحات فرأت بنات لها يصلين بغير خمر قد حضن، فقالت عائشة: لا تصلين جارية منهن إلا في خمار، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل علي وكانت في حجري جارية، فألقى علي حقوه فقال: ((شقيه بين هذه وبين الفتاة التي في حجر أم سلمة، فإني لا أراها إلا قد حاضت)) (¬3).
ويقول عروة: إن عائشة (ض) أتتها امرأة فقالت: إن ابنتي عروس مرضت فتمزق شعرها أفأصل فيه؟ فقالت: ((لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الواصلة والمستوصلة)) (¬4).
وفي تلاوة القرآن يظن بعض الناس أن السرعة دليل على عظم الثواب وزيادة في الأجر فكلما يكون التالي مسرعا يكون ثوابه أعظم وأزيد، فجاء شخص إلى عائشة (ض) وسألها أن ناسا يقرؤون القرآن في الليلة مرة أو مرتين؟ فقالت: ((أولئك قرؤوا ولم يقرؤوا، كت أقوم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة التمام، فكان يقرأ سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، فلا يمر بآية فيها تخوف إلا دعا الله عز وجل واستعاذ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله عز وجل ورغب إليه)) (¬5). وكان صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قافلين من سفر حج، وكان فيهم
¬__________
(¬1) مسند الإمام أحمد 6/ 85 برقم 24592.
(¬2) مسند الإمام أحمد 6/ 258 برقم 26257
(¬3) مسند الإمام أحمد 96/ 6 برقم 24690.
(¬4) مسند الإمام أحمد 6/ 111 برقم 24747.
(¬5) مسند الإمام أحمد 92/ 6 برقم 24653.

الصفحة 339