كتاب سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين

العدو ونكايته، فهذه هي الأسباب المباشرة التي جعلتها تشتهر بين الناس، وينال اسمها بقاء سرمديا وتاريخيا.
فهل من المعقول أن نقارن بين هذه الأعمال التي حصلت بطريقة المصادفة ولفترة مؤقتة، تلك الأعمال والمآثر التي كانت حصلت على وجه الدوام والاستمرار؟
إن لدينا نماذج من النساء الجميلات اللاتي كن ملكات الحسن والجمال وغاية في الروعة والبهاء، متوجات بالتاج الملكي، متمكنات من العرش، لكن كيف كانت نهاية هؤلاء؟ لو تأملنا وأمعنا النظر في تراثنا التاريخي لوجدنا أن نهاية مطافهن كانت الفشل والتحسر، لا غير، وتاريخ بلاد مصر، وإيران، والروم خير دليل على ما قلناه.
ألا تكون المقارنة بين حياة هذه وتلك التي كانت حياتها حياة نموذجية ناجحة مقدسة سوء أدب؟ بلى.
...
وبصرف النظر عن هذه الجوانب العامة إذا تأملنا في حياة هذه العبقرية أم المؤمنين عائشة (ض) من ناحية الدين والشرع والخلق والتبجيل والقدسية فيتجلى لنا أنه لا يدانيها ولا يعدلها أي شهيرة من شهيرات عالم النساء في هذه الخصائص، بل لا نحسب أن امرأة بلغت شأوها من معاصريها أو بعدها في هذه الميزات، إن سجلات التاريخ البشري عاجزة عن تقديم أي مثال للمرأة غير أم المؤمنين عائشة (ض) التي قامت بأداء كل الواجبات العلمية، ونهضت بأمانة التبليغ والتعليم أحسن نهوض وأوفاه، ولعبت دورا بارزا ملموسا في الأمور السياسية والاجتماعية بالإضافة إلى المواظبة على الفراص الدينية، والشرعية والحفاظ على الأخلاق النبيلة والسلوك الحسن القويم.
هذه هي شخصية أم المؤمنين (ض) التي اتصفت بهذه الصفات العالية وقدمت أمام أكثر من مئة مليون امرأة أسوة حسنة لحياة مثالية كاملة، ورسمت

الصفحة 356