كتاب الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معنى الدليل
فيها بغير علم فتاهوا، وجعل الخلف منهم يتبع السلف، حتى آلت الحال ألا ينظر إلى قول مالك، وكبراء أصحابه، ويقال: قد قال في هذه المسألة أهل
قرطبة، وأهل طلمنكة ... وحدثت قاصمة أخرى تعلم العلم ... ولولا أن طائفة نفرت إلى دار العلم، وجاءت بلباب منه، كالأصيلي والباجي، فرشت من ماء العلم على القلوب المجة، وعطرت أنفاس الأمة الوفرة لكان الدين قد ذهب ... ولكن تدارك الباري بقدرته ضرر هؤلاء بنفع أولائك) (١).
- ووصفه الفتح بن خاقان بقوله:
(بدر العلوم اللائح، وقطرها الغادي الرائح، وثبيرها الذي لا يُزحم، ومنيرها الذي يتجلى به ليلها الأسحم، كان إمام الأندلس الذي تقتبس أنواره، وتنتجع أنجاده وأغواره) (٢).
- وفي وفيات الأعيان قال ابن خلكان:
( ... كان من علماء الأندلس وحفاظها) (٣).
- وقال الضَّبي:
(فقيه محدث، إمام متقدم، مشهور عالم، متكلم) (٤).
- وجاء في ترتيب المدارك وصفًا لمكانة الباجي العلمية، حيث يقول القاضي عياض ما يلي:
(كان أبو الوليد رحمه الله، فقيهًا نظَّارًا محققًا، راوية محدثًا، يفهم صيغة الحديث ورجاله، متكلمًا أصوليًا، فصيحًا شاعرًا مطبوعًا، حسن التأليف، متقن
المعارف، له في هذه الأنواع تصانيف مشهورة جليلة، ولكن أبلغ ما كان فيها
---------------
(١) العواصم من القواصم لابن العربي: ٢/ ٤٨٨ - ٤٩٣.
(٢) قلائد العقيان لابن خاقان: ٢١٥
(٣) وفيات الأعيان لابن خلكان: ٢/ ٤٠٨.
(٤) بغية الملتمس للضبي: ٣٠٣.
الصفحة 103
405