كتاب الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معنى الدليل
إلى باجة الأندلس، ومنها إلى قرطبة. وهو ظاهر قول ابن بشكوال (١).
وفي تقديري أن القول الأول أرجح الأقوال السابقة للأسباب التالية:
١ - ورود تحديد مكان ولادته مقيدًا بخط القاضي محمد بن أبي الخير والكتاب يقضي بولادته ببطليوس (٢).
٢ - ذكر غالبية التراجم أن أصله بطليوس ثم انتقلوا إلى باجة الأندلس ثم سكنوا قرطبة ليس فيها قطع بتحديد محل ولادته.
٣ - أما تصدير ابن بشكوال: (أنه من أهل قرطبة) (٣) على أن مسقط رأسه بها فهو مجرد رأي يفتقر إلى دليل يعضده، بل قد روى عن شيخه محمد بن أبي الخير ما يعارضه إذ أن وجادته على شيخه قاطعة في المسألة يتعذر معها حمله على أن محل ولادته قرطبة، ومع ذلك قد لا يعني بهذا التصدير سوى ذكر أواخر منازله التي اشتهر فيها وهي قرطبة، والأمر محتمل.
٤ - أما نصوص المترجمين المشعرة بأنه من مواليد باجة الأندلس فهي مفاهيم مستوحاة من هذه النصوص تدع مجالًا للتردد فيها.
هذا والذي تطمئن إليه النفس هو القول الأول من حيث ورود التحديد مثبتًا ومقيدًا بصورة واضحة وصريحة بخلاف النصوص الأخرى فهي مجرد مفاهيم نافية للقول الأول ومثبتة لما عداه. ولا يخفى أن المنطوق مقدم على المفهوم، والمثبت أولى من النافي كما هو مقرر في علم أصول الفقه.
وإلى هذا القول ذهب المراغي (٤)، وكحالة (٥)، ومحمد عنان (٦).
***
---------------
(١) الصلة لابن بشكوال: ١/ ٢٠١.
(٢) الصلة لابن بشكوال: ١/ ٢٠٢.
(٣) الصلة لابن بشكوال: ١/ ٢٠١.
(٤) الفتح المبين للمراغي: ١/ ٢٦٥.
(٥) معجم المؤلفين لكحالة: ٤/ ٢٦١.
(٦) دول الطوائف لمحمد عنان: ٤٣٣.
الصفحة 34
405