كتاب الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معنى الدليل

الفقرة الأولى: صور من شعر أبي الوليد الباجي:
سنتناول نموذجًا من شعره الرصين في أغراض شعرية مختلفة التي تنبئ عن خياله الخصب وشاعريته الرقيقة ومعاناته القاسية وتجربته الحية.
فمن ذلك قوله في الزهد:
تَبَلَّغْ إِلَى الدُّنْيَا بِأَيْسَرِ زَادِ ... فَإِنَّكَ عَنْهَا رَاحِلٌ لِمَعَادِ
وغُضَّ عَنِ الدُّنْيَا وزُخْرُفِ أَهْلِهَا ... جُفُونَكَ وَاكْحُلْهَا بِطُولِ سُهَادِ
وجَاهِدْ عَنِ اللَّذَاتِ نَفْسَكَ جَاهِدًا ... فَإِنَّ جِهَادَ النَّفْسِ خَيْرُ جِهَادِ
فَمَا هَذِهِ الدُّنْيَا بِدَارِ إِقَامَةٍ ... فَيُعْتَدَّ مِنْ أَغْرَاضِهَا بِعَتَادِ
وَمَا هِيَ إِلَّا دَارُ لَهْوٍ وفِتْنَةٍ ... وإِنَّ قُصَارَى أَهْلِهَا لِنَفَادِ (١)
***
إِذَا كُنْتُ أَعْلَمُ عِلْمًا يَقِينًا (٢) ... بِأَنَّ جَمِيعَ حَيَاتِي كَسَاعَهْ
فَلِمْ لَا أَكُونُ ضَنِينًا بِهَا ... وَأَجْعَلُهَا (٣) في صَلَاحٍ وطَاعَهْ (٤)
***
---------------
(١) الذخيرة لابن بسام: ٢/ ١/ ١٠٣.
(٢) وفي معجم الأدباء لياقوت: ١١/ ٢٥٠. نفح الطيب للمقري: ٢/ ٧٤: علم اليقين. وفي الخريدة للأصفهاني: ٣/ ٤٧٣: (أعلم مستيقنًا).
(٣) وفي معجم الأدباء لياقوت: ١١/ ٢٥٠ فأجعلها.
(٤) الإكمال لابن مكولا: ١/ ٤٦٨. ترتيب المدارك للقاضي عياض: ٢/ ٨٠٧. الصلة لابن بشكوال: ١/ ٢٠١ - ٢٠٢. قلائد العقيان لابن خاقان: ٢١٦. الذخيرة لابن بسام: ٢/ ١/ ٩٨. بغية الملتمس للضبي: ٣٠٣. المرقبة العليا للنباهي: ٩٥. معجم الأدباء لياقوت: ١١/ ٢٥٠. وفيات الأعيان لابن خلكان: ٢/ ٤٠٨ - ٤٠٩. الروض المعطار للحميري: ٧٥. فوات الوفيات ٢/ ٦٥. سير أعلام النبلاء للذهبي: ١٨/ ٥٤٢.
الأنساب للمعاني: ٢/ ١٥. خريدة القصر للأصفهاني: ٣/ ٤٧٣. الديبياج المذهب لابن فرحون: ١٢٠. نفح الطيب للمقري: ٢/ ٧٤.

الصفحة 93