كتاب جمهرة مقالات محمود شاكر (اسم الجزء: مقدمة)

التي ينسحب منها البريطانيون نظرا لانتهاء مدة الانتداب، كما فعل اليهود وهاجموا يافا واستولوا عليها يوم 21 إبريل 1948 (1) ونهبوا كل ما وقعت عليه أعينهم في المحال والمنازل (¬2).
ثم يسخر الأستاذ شاكر من ضعف العرب وتشتتهم وعدم يقظتهم لما يراد بهم، فهل صحيح أن رؤساء الدول العربية "وحَّدوا قيادة الجيوش العربية"، وبذلك شكَّلوا خطرا محققًا تُخْشَى مَغبَّته على يهود فلسطين، جعل بريطانيا وأمريكا تسارعان وترجوان العرب وقف "الحركات الحربية" حتَّى يتدبرا الأمر وسوف يكون في ذلك مَرْضاة للعرب؟ وبالفعل بعد أيام أصدرتا تصريحًا أعلنتا فيه "إن للعرب ما أرادوا من وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين. . . . وأن الدولتين الكبيرتين ستمنعان كل مساعدة ترسل من بلادهما إلى فلسطين من مال أو سلاح". فجيش التحرر العربي الَّذي أرسلته الجامعة العربية كان لا يضارع جيش الصهيونين عددًا أو عُدَّة وسلاحًا. ثم أين كان ملوك العرب وأمراؤهم عندما كان اليهود يقومون بتنطيم قواتهم المحاربة. ومن يقرأ التقرير الَّذي أعدته لجنة تقصي الحقائق الإنجليزية الأمريكية (¬3) The Anglo-American Committee of Inquiry سنة 1946 يرى مدى القوة العسكرية اليهودية، يذكر التقرير أن التنظيم العسكري المعروف بالهجاناه Hagana كان يتكون من:
1 - أربعين ألف مستوطن يهودي.
2 - جيش مدرب ذي كفاءة عالية في الحركة السريعة قوامه ستة عشر ألف جندي.
3 - قوة حرس مستديمة وهي البالماخ Palmach قوامها ألفا حارس للمحافظة
¬__________
Roland Dara Wilson,cordon and search: with 6 th airborn division in palestine (aldershot: gale and polden limited,1949),pp.191 - 199.
(¬2) Jon Kimche,seven fallen pillars: the middle east 1915 - 1950(landon: secker and Warburg,1950),pp.217 - 218.
(¬3) see the chapter entitled "the zionist military organization 1946 quoted from the report of the anglo-american committee of enquiry: from haven to conquest,pp.595 - 600

الصفحة 28