كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)

على الكثير من نوادرها، وهذا رجاء أبعث به إلى الحكومة المغربية الرشيدة
- وأياديها على التراث مذكورة مشكورة - أن تولي مزيد اهتمام بهذه الخزانة، فتبادر
بتصوير كل مقتنياتها تصويراَ فنياَ بعد أن ترممه وتجلده، ثم رجاء آخر إلى العلامة
العابد الفاسي أن يخرج إلى النور هذا الفهرس العلمي القيم الذي صنعه لمحتوياب
الخزانة، والذي وظف فيه علمه الغزير وخبرته النادرة، فلقد رأيت كثيرأ من
التعليقات الجيدة على اغلفة المخطوطات بقلمه، آجره اللّه وجعله في موازينه.
وفي تطوان رايت مخطوطات المكتبة العامة، وعددها قليل بالفياس إلى
مخطوطات الرباط وفاس، ومن اهم ما تضمه هذه المكتبة ديوان أبي الطيب
المتنبي - بقلم مغربي جميل، وتمتاز هذه النسخة بأن بها زيادات من شعر المتنبي
ليست توجد في سائر نسخ الديوان المعروفة، فضلاَ عما بها من ذكر مناسبات
القصائد، وشرح بعض الألفاظ اللغوية، والتنبيه على المعنى المراد، والديوان مرتب
على حروف المعجم، وبأوله مقدمة للأديب أبي جمعة المراكشي الماغوسي، في
بيان اهمية شعر المتنبي، وما له من الحظوة عند ملوك السعديين.
وقد كتب عن مخطوطات تطوان العلامة عبد اللّه كنون، مقالة مستفيضة تراها
في مجلة معهد المخطوطات - الجزء الثاني من المجلد الأول.
هذا ما كان من أمر المكتبات العامة التي عرفتها في المغرب. أما المكتبات
الخاصة فتنتشر في حواضر المغرب وبواديه، وقد أشار إلى بعضها الدكتور صلاح
الدين المنجد في الجزء الأول من المجلد الخامس، من مجلة معهد المخطوطات.
وقد عرف المغاربة المعاصرون قيمة ما انتهى إليهم من ذلك الِإرث الكريم،
فتناولوه بالدرس والبيان، واكتشفوا من خلاله تاريخ الحضارة في بلادهم، ونفر منهم
طائفة تفقهوا في فن المخطوطاب، فجروا وراءها يجمعونها من الزوايا والصحراء،
ويقيمون حولها الدراسات، ثم يقدمونها للناس ميسورة الجنى دانية الفطاف.
وقد عرفت ثلاثة رجال من اعلام هذه الطائفة: محمد المنوني ومحمد إبراهيم
الكتاني في الرباط، ومحمد العابد الفاسي في فاس، وهذا تفدمت الِإشادة بفضله عند
112

الصفحة 112