كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
28،، وقوله! يَئِ في الحديث السابق: "الا لا يمنعن رجلاَ هيبةُ الناس ان يقول بحق
إذا علمه "، وقول جرير:
جاء الخلافة او كانت له قدراَ كما أتى ربَّه موسى على قدر
فأنت مع المثال الأول امام تركيب تمثلت فيه القاعدة النحوية، لكنه كالتمثال
الأصم، فاز من الوسامة والقسامة بأوفر الحط والنصيب، ولكنه تمثال جامد فاقد
الحركة والنطق. اما مع الأمثلة القرآنية والحديثية والشعرية فأنت أمام نماذج تتنغش
بالحياة وتمور بالحركة، مع ما تعطيه من انس وخبرة بالأبنية والتراكيب العربية. ومن
هنا احتلت الشواهد التراثية في تقعيد النحو مكانة عالية.
على أنه ينبغي ان يكون واضحاَ أن فكرة التيسير على الناشئة كانت ظاهرة بينة
في فكر النحاة الأوائل رضوان اللّه عليهم: فابن السراج المتوفى 316 هيؤلف كتابأ
كبيرأ في النحو هو "الأصول" ثم يضع إلى جانبه مؤلفاَ صغيرأ جداً هو "الموجز"،
وأبو علي الفارسي 377 هيؤلف "الِإيضاح " وهو متن صغير سهل العبارة إلى جانب
كتبه الكبار: التذكرة والشعر والحجة والشيرازيات. . . وغلامه ابن جني العظيم
- كما كان يصفه استاذنا الطيِّب الدكتور كمال بشر أطال اللّه في النعمة بقاء5 - يؤلف
بجانب الخصائص والمنصف وسر صناعة الِإعراب والمحتسب رسائل موجزة في
النحو والصرف، مثل اللمع والملوكي في التصريف.
وأبو القاسم الزجاجي 0 34 هيصنف كتاباً في الفكر النحوي هو "الِإيضاح في
علل النحو" ثم يؤلف للناشئة كتابه الشهير "الجمل "، وهو كتاب سهل رهو، وقد جاء
عنوانه في الأصل المخطوط هكذا: "كتاب الجمل في النحو. . . اختصار ابي
القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي " أرايت إلى كلمة " اختصار"؟
وقد وقفت عند كتاب غريب ارا 5 صورة واضحة الدلالة على أن علماءنا
الأوائل كانوا مشغولين حقاَ بتربية الناشئة والتيسير عليهم والتدرج معهم في تعليم
النحو. وذلك هو كتاب "إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم " لأبي عبد الله
الحسين بن احمد المعروف بابن خالويه المتوفى سنة 370 هـ. لقد كان المألوف في
139