كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)

وكان كثير البر بتلاميذه وأبنائه، وقد تخرج على يديه عدة من أبناء الجزيرة العربية،
وبخاصة طلبة العراق، والمملكة العربية السعودية، وقد أحسن إليّ كثيراً وقزَبني من
مجلسه في اول اشتغالي بالعلم، توفي عام 03 4 1 هرحمه الله رحمة واسعة"
(المدخل ص 42 1 - 43 1).
وقال عن المرحوم محمد رشاد عبد المطلب: إنه "قد تعلم منه كثيراً"، وعند
حديثه عن الشاعر المحقق حسن كامل الصيرفي يقول: "ولهذا الرجل فضل عليئَ
سابغ " (مستقبل الثقافة العربية كتاب الهلال مايو 99 ص 56).
ويقول عن فترة عمله في جامعة ام القرى: " إنهم أنزلوه آنذاك منزلاً كريماً"
(منال الطالب في شرح طوال الغرائب ج 1 المقدمة ص 7، 8، 9)، وشرح هذا في
الهامش فقال: "حيث عوملت وظيفياً تحت بند هناك يسمى "كفاءة نادرة " يعامل به
الِإنسان الذي اكرمه اللّه بشيء من العلم معاملة "العالم" لا معاملة "حامل الشهادة
العليا" - لاحظ تواضعه رحمه اللّه - وفي ظل هذا البند كان يعامل الأساتذة: محمد
متولي الشعراوي ومحمد الغزالي والسيد أحمد صقر والسيد سابق ومحمد قطب ".
وهذه الأسماء لعلماء عصرنا الكبار تنبئك عن مكانة فقيدنا - يرحمه اللّه - العلمية
الكبيرة.
ثم يفيض وفاء وشهامة فيقول:
"ومن امانة التاريخ، ومعرفة أقدار الناس أذكر هنا أصحاب الفضل في إرساء
المبادىء العلمية الرفيعة: الشريف راشد الراجج، ومحمد بن سعد الرشيد. . . "، ثم
يذكر مجموعة من القياديين الذين ارسوا هذه المبادىء. . .
وهو لا ينسى ان يذكر مذاكرته العلم مع زملاء له وطلاب كانوا يدرسون على
يديه، ويرى في هذه المدارسة والمذاكرة فائدة للعالم قبل المتعلم.
يقول: " وكانت أياماً زاكية مباركة، وقرات فيها مع إخواني الشباب هناك شيئاً
من علوم العربية، وقد اعطيتهم وأعطوني، أعطيتهم خبرة الأيام، وثمار مجالسة أهل
14

الصفحة 14