كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)

770 هـ، وتاريخ هذه الطبعة 1909 م، وكتب على صدرها " قررت نظارة المعارف
العمومية طبع هذا الكتاب على نفقتها واستعماله بالمدارس الأميرية "، وكذلك يعلم
الدكتور كتب التراث التي كانت مقررة على طلبة المدارس الثانوية، مثل " البخلاء"
للجاحظ، الذي نشره أحمد العوامري بك، وعلي الجارم بك سنة 1356 هـ=
1938 م، و"نقد النثر" المنسوب إلى قدامة بن جعفر - وثبت فيما بعد أنه البرهان في
وجو 5 البيان لابن وهب - الذي نشره الدكتور طه حسين، والأستاذ عبد الحميد
العبادي سنة 1356 هـ- 1937 م، وقد قررته وزارة المعارف لطلاب السنة الخامسة
التوجيهية إلى طائفة اخرى من الكتب المشحونة بالنصوص، مثل "مجموعة النظم
والنثر" لعبد الله باشا فكري والمنتخب من أدب العرب.
هذا إلى ان الأزهر الشريف كان موجهاً لتعليم النحو في المدارس ومهيمنأ
عليه، فهذا الكتاب الشهير "الدروس النحوية " الذي ألفه حفني بك ناصف مع محمد
أفندي دياب والشيخ مصطفى طموم ومحمد أفندي صالج: قررت نظارة المعارف
العمومية سنة 1304 هطبعه على نفقتها بعد تصديق شيخ الجامع الأزهر. وهكذا
كان تعليم النحو والعربية في مصر أيام عزها ومجدها من خلال الكتاب القديم
أو الكتاب الحديث المؤسس على القديم والماضي في طريقه.
فهذه العبارة النحوية التي نقلها الدكتور زكي نجيب محمود عن شيخه ينبغي أ ن
تؤخذ في إطار الجد والصرامة الذي كان يشمل تدريس سائر العلوم في ذلك الزمان.
وما أخذت مصر مكانتها التي تزهو بها في العالمين في مختلف العلوم والفنون إلا
بذلك الجيل الذي أخذ بالجد في كل اموره منذ النشأة الأولى والناس بأزمانهم أشبه
منهم بآبائهم.
ولا سبيل لنا إذا اردنا صلاح الحال وإصلاح الألسنة إلا إحياء جيل المتون
والحفظة، وذلك لن يكون إلا بالعودة في تدريس النحو إلى الكتاب القديم والنص
التراثي، فإن آخر هذه الأمة لن يصلج إلاَّ بما صلج به أولها.
ص ية ل!
146

الصفحة 146