كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)

العلم ومشافهتهم والرواية عنهم، واعطوني حماسة الشباب وتوقد 5، بل إنهم فتحوا
لي ابواباَ من النظر، ودلوني على فوائد من الكتب لم أكن أقف عليها لولا نظرهم
ومناقشتهم، وما زلت أقول: إننا حين ن! لم ونخرج أبناءنا الطلبة إنما نقرأ معهم العلم
مرة اخرى، بل ربما استفدنا منهم مثل الذي استفادو 5 منا، ولأمر ما كان التلميذ
قديماً يسمى "صاحباً" لشيخه: فأبو يوسف ومحمد صاحبا أبي حنيفة، والربيع بن
سليمان المرادي صاحب الشافعي، وابن جني صاحب أبي علي الفارسي. . . وهلم
جزاً".
ثم لا يترك هذا الموضع حتى يذكر في هامش الصفحة أسماء هؤلاء الشباب
الذين أفادهم واستفاد منهم، ومنهم: عياد بن عيد الثبيتي، سليمان بن إبراهيم
العايد، عثمان بن حسين الصيني، عبد الرحمن بن سليمان العثيمين وغيرهم.
ولعل هذه الِإشارة من عالمنا الجليل إلى توقير واحتفال الجامعات السعودية
بأهل العلم والحفظة والرواد، الذين ضاقت بعلمهم الواسع الشهادات الجامعية،
فالتقطتهم درراً واستقطبتهم نجوماً، أثرت بهم هيئاتها التدريسية وانتفع طلابها
بعلمهم العظيم، هي التفاتة مهمة وتنبيه واجب للقائمين على إدارة المؤسسات
الجامعية في بلادنا العربية، فهذه الشنَّة الحميدة، وهي التعيين دون الالتزام بمسميات
الشهادات، اسلوب عرفته الجامعات الأجنبية قبل العربية، فاستفادت منه، وبسبب
هذا النهج رأينا العقاد وعبد السلام هارون وعمر الدسوقي، وغيرهم كثيرين، رايناهم
في أروقة الجامعات يحاضرون ويناقشون ويفيدون وهم لا يحملون لقب العصر
وصرعته "الدكتوراه " ولا يعباون بها، وكان الأمر كذلك في مؤسساتنا العلمية إلى ان
ابتليت بالنظام الأمريكي الفجّ، الذي جعل الطلاب يمتحنون أساتذتهم في بعض
المقابلات الخارجية، ولا حول ولا قوة إلا بالنّه العلي العظيم.
علمه وفضله:
أما علمه وفضله فإن الحديث في هذا الجانب "سوف يغرق في بحور إحسانه "،
(وهي كلمة الحسن بن رجاء في مدح أبي تمام)، وما سطره الِإخوة الأفاضل
15

الصفحة 15