كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)

ويجب أشد الوجوب أن نشد أبناءنا إليه في كل مراحل تعليم العربية. وأن يكون
اختيارنا لاياته في مقرر (القراءة والنصوص) قائماَ على تلك الَايات التي تنمي الحس
اللغوي والنحوي عند التلاميذ، ولا سيما تلك الايات التي تأتي فيها الأفعال مضبوطة
على وجهها الصحيج، وقد لاحظت أن كثيراَ من ابنية الأفعال التي نخطىء نحن
الكبار ايضاَ في ضبطها، أو ننطقها على وجه من الوجوه الضعيفة غير الفصيحة،
جاءت على وجهها الصحيح في الكتاب العزيز، واكتفي هنا ببعض الأمثلة:
أمثلة من القرَان:
يقول الناس في كلامهم: "كبر الولد يكبر" فيضمون الباء في الماضي
والمستقبل، والصواب بالكسر في الماضي، وبالفتح في المستقبل: "كبِر يكبَر" وهذا
يكون في السن والعمر، يقال: كبر الرجل يكبر كبراً فهو كبير، أي طعن في السن،
ومنه قوله تعالى عن أموال اليتامى والنهي عن أكلها: "وَلَاتَآكلُوُهَاَ إسْرَافاوَبِدَارًا أَن
يَكبَرُوأ" ا النساء: 6)، أما "كبر يكبر" بالضم في الحالتين، فليس من السن، وإنما
هو بمعنى عظم، ضد صغر، وشواهده في الكتاب العزيز كئيرة، منها قوله تعالى:
"! بُرَ مَقتًا عِندَ اَلئَهِ أَن تَقُولوأ مَا لَا تَفْعَلُوتَ (إغ ا) "] الصف: 3)، وقوله عز وجل:
"! قُل كُولُؤأ حِجَارَةَ أَؤصَدِيدًا!)) أَوْ ضَققُا ضِضَا يَبُرُ فِ صحُدُور!] ا لِإسرا ء: 0 5، 1 5).
ويقولون: نَقِمْت عليه كذا وكذا - أي عبته وكرهته - فيكسرون القاف في
"نقمت" والأفصح الفتح: نقمت، وهذا الفعل من باب ضرب، وفي لغة من باب
تعب، والأولى هي الأفصج، قال ابن السكيت: " وقد نقمت عليه انقم، والكسر لغة
- اي في الماضي - والفتح الكلام "، قلت: وبه جاء التنزيل، قال تعالى: "وَمَا
نَقَمُوَا إلا أَن أَغْنَنهُمُ ألنَهُ وَرَشُولُإُ مِن فَضلِه! ا التوبة: 4 7)، وقال تقدست اسماؤه: " وَمَا
نَقَمُوا مِنهُتم! لَأ أَن يُؤمُوأ بِأفَهِ اَلضَيزِألحمِيدِ لى (ةإا "] البروج: 8)، وقال تقدَّلست أسماؤه:
" قُل يَ! قَلَ اَدكِعَفِ هَل تَنقِمُونَ ئآ! لَآَ اق ءَامَئا باَدتَهِ "] ا لما ئدة: 9 5).
ويقولون: فلان ينقصني حقي، وينقص في الميزان، فيضمون ياء المضارعة،
والأفصح والاكعر فتحها، ينقصني، وينقص، وهذا الفعل ثلاثي: يستوي فيه اللازم
155

الصفحة 155