كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
والمتعدي، يقال: نقص الشيء، نقصته أنا، ونقصه هو. وفي لغة: أنقصه ونقَصه،
معدًى بالهمزة والتضعيف، لكنها لغة ضعيفة، ولم تأت في كلام فصيح، وشواهد
ذلك من القرآن المتلو المجفوط، "وَلَا ننَقُصُوا اَنمِ! يَالَ وَألمِيزَانَ! أهود: 84)،
وقوله تعالى: " أَوَلَئم يَرَوأ أَئا نَأقِ اَلأزَضَ نَنقُصُهَامِق أَطرَافِهَأ! 1 الرعد: 1 4)، وقوله: " إِ لا
آلَذِيفَ عهَدئم مِّنَ اَلمُمثركِينَ ثُم لَتم يقصُوكُتم شَئا" ا التوبة: 4 1. وقد جاء اسم المفعول
من الثلاثي في قوله عز وجل: " لَمانَا لَمُوَفُوهُمْ نَصِيبَهُئم غَئَر مَقوصي 9! " أهود: 9 0 1).
ويقولون: حرص فلان على كذا، وحرصت على كذا، فيكسرون الراء،
والأفصح فتحها، حرص وحرصت، وبالفتج جاء التنزيل، قال سبحانه وبحمده:
" وَمَاَ أَتحزُ اَفًاسِ وَلَؤحَرَضتَ بِمُؤمِنِينَ ثعر!! " ايوسف: 03 1 1، وقاد عر وجلّ:
" وَلَن لتَمئتَطِيعُؤأ أَن لَغدلُوأ بَئن ألنِسَاَ وثؤحَرَصْتُخ" أ النساء: 9 2 1،.
ويقولون: صلج حالي، وصلج أمري، فيضمون اللام، والأفصج فتحها:
صلَج، قال تعالى: " جَئتُ عَدْن يَدجلُوكًا وَمَن صلحً مِنْ ءَالابِهِتم وَأَزؤَجِهِئم وَذُئِصلتِهِخ! أ الرعد:
123، وقال تقدَّلست أسماؤه: " رَئا وَأَذضِقهُر جَنَتِ عَذنٍ اَتَتِى وَعَدتهُخ وَمَن صحَلَحَ مِق
ءَابَآتهِتم وَأَزؤَجِهِتم وَذُزِيَّتِهِر" أغافر: 8،، ومن شواهد ذلك في الحديث الصحيج
قوله كلي! من حديثه الطويل: 9 ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد
كله "، قال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر فتج العين في "صلح ": "وحكى الفراء الضم
في ماضي صلح". وهذا بالفعل من باب قعد: صلج يصلج، وذكر ابن دريد ان ضم
اللام في الماضي ليس بثبت.
وهكذا تكون النصوص التراثية - وأعلاها كلام ربنا عز وجل - وسيلة ضبط
وإتقان، إذا اعتنينا بها قراءة وحفظاً.
ويبقى أمر لا بد من إثارته، لأنه يتصل بموضوعنا هذا بنسب وثيق، وإن كان
في الظاهر دخيلاَ عليه وبعيداً عنه، ولأنه أيضاَ يتصل بالثقافة العامة وتنمية وجدان
الأمة: وذلك أنك كنت تجد - في الزمان الفريب - من أوساط الناس وعوامهم من
يأنس للكلام الفصيج ويرتاح له، ويحفظ منه الشيء بعد الشيء، وذلك من خلال ما
156