كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
يسمعونه من خطيب الجمعة، العالم المتمكن، من نصوص القرآن العزيز والحديث
الشريف، والأدعية المأثورة. أما الَان فتكاد خطب الجمعة - ولا سيما على ألسنة
الشبان المتحمسين - تتحول إلى ثرثرة وكلام عام مبهم عن "مدرسة محمد - صلى الله عليه وسلم -))،
و"الِإسلام في خطر" و"الِإسلام هو الحل " وهذا وهذان مما يصرف عن الاستشهاد
بالقرآن والحديث وكلام العرب، وإذا أتاك شيء من ذلك فهو يأتيك في معظمه
ملحوناَ ومزالاَ عن جهته.
وكل هذا إنما جاء من مقولات مضللة، وهي أن "خطب الجمعة لا بد ان
تتفاعل مع الأحداث المعاصرة، وان تشارك في صنع الفرار". . . إلى آخر ما تعرف.
وليتنا نعود إلى خطبة الجمعة المكتوبة على الورق الأصفر، والتي كان
الخطيب يدعو في آخرها للسلطان بالنصر -ونستغفر اللّه مما سخرنا من هذه
الخطب - فمن خلال هذه الخطب المكتوبة حفظنا كثيراَ من النصوص، وضبطنا كثيراً
من أبنية الأسماء والأفعال. وربنا المستعان على ما يصفون.
***
157