كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
وفي الحديث النبوي وعلومه ما زالت هناك طائفة كبيرة من مخطوطاته تنتظر
التحقيق والنشر. أما الفقه وأصوله فلعلهما من أكثر علومنا غبناً في ميدان التحقيق
والنشر. والعجيب حفاًاننا ما زلنا نعيش على كتب الفقه التي طبعت بمصر منذ زمن
بعيد، مثل الأم للشافعي، والمهذب للشيرازي، والمجموع للنووي، وبدائع الصنائع
للكاساني، وشرح فتح القدير لابن الهمام، وحاشية ابن عابدين، وبداية المجتهد
لابن رشد "الحفيد"، والفروق للقرافي، والمغني لابن قدامة. . . ثم تنطر في فهارس
المخطوطات فتجد ما لا يحصى كثرة من كتب الفقه وأصوله التي لم تطبع. . . ولا
سبيل هنا إلى شكر أسماء تلك المخطوطات فهي إلى الكثرة والتنوع ما هي!
وقل مثل هذا في مخطوطات اصول الدين وعلم الكلام والفلسفة. وإليك مثلاً
كتاب " أبكار الأفكار" لأبر، الحسن الَامدي. لماذا لم يطبع هذا الكتاب إلى الان؟
وأساتذتنا وزملاؤنا الجامعيون يلجأون إلى مخطوطات هذه العلوم، ويجدون عناء
باهظاً في الحصول على هذه المخطوطات، وفي التعامل معها، ويتمنون اليوم الذي
يرون فيه هذه الَاثار منشورة مطبوعة.
مخطوطات تاريخية كثيرة:
وتحتل كتب التاريخ مكانة عالية في المكتبة العربية. ولعل علم التاريخ اكثر ما
صنف فيه من بين علومنا الأخرى، حيث يتنوع التأليف فيه بين التاريخ العام،
كتصانيف الطبري وابن الأثير وابن كثير، وبعض تصانيف الذهبي والصفدي والعيني
وابن شاكر الكتبي، إلى التاريخ الخاص، وهو ما يعرف بكتب الطبقات والتراجم،
ثم التاريخ على البلدان كتواريخ مكة والمدينة والقدس وبغداد ودمشق ومصر. وتتسع
بعض كتب الطبقات لمعارف تراثية أخرى غير التاريخ، كالذي نراه عند التاج السبكي
في " طبقات الشافعية الكبرى ".
ومع هذا القدر الضخم المطبوع من كتب التاريخ فلا تزال هناك اصول
مخطوطة كثيرة من هذا العلم ينبغي ان تنشر وتذيع، منها كتاب " عيون التواريخ " لابن
شاكر الكتبي، ثم يأتي على راس هذه الأصول التاريخية المخطوطة كتاب " تاريخ
167