كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
عناية بالتراث:
وقد بدا القسم الأدبي نشاطه في إذاعة التراث ونشره من خلال مطبعة بولاق
الكبرى، وكان من ذلك موسوعة "صبح الأعشى " للقلقشندي الذي ظهر في 4 1
مجلداَ سنة 1920 م باسم دار الكتب المصرية، ثم أنشأت الدار مطبعة خاصة بها،
جمعت لها كل اسباب الجودة والِإتفان، فخرج الكتاب التراثي من هذه المطبعة في
أبهى حلة وفي أنقى صورة، وتستطيع ان تقول في اطمئنان أنها أول مرة تحظى كتب
التراث بتلك العناية الفائفة، وافتَجْ جزءاً من كتاب "الأغاني" او "تفسير القرطبي"
واعجَبْ ما شئتَ لهذا السخاء في جمال الحرف وتنسيق السطور واتساع حواشي
الصفحات، ثم دقة التصحيج والمراجعة، ولا يكاد يشبه مطبوعات الدار هذه إلاَ
مطبوعات لجنة التأليف والترجمة والنشر، مثل: "سمط اللَالي "، و" إمتاع الأسماع "
للمقريزي، و"شرح ا لحماسة " للمرزوفي، ومطبوعات دار المعارف في أيامها ا لأولى.
ولعل أول كتاب صدر عن القسم الأدبي عن مطبعة الدار هو " نهاية الأرب "
للنويري الذي بدات طبعه محققاً سنة 1923 م، وقد كانت الصيحة المدوية لدار
الكتب المصرية تبنّيها لطبع كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصبهاني، بعد طبعات
سابفة في مصر وفي أوروبا، وقد تكفل بنفقات طبعه رجل من أعيان مصر هو "السيد
علي راتب " المتوفى سنة 1955 م. وصدر الجزء الأول منه سنة 1927 م، وحظي
بعناية كاملة، في إعداد الأصول، ودقة التصحيج، وصنع الفهارس التحليلية، في
نهاية كل جزء من أجزائه.
وفي مطبعة دار الكتب المصرية، وعلى منهجها القويم، خرجت هذه النفائس:
تفسير القرطبي (عشرين جزءاً)، والنجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة لابن تغري
بردي (12 جزءاً)، وكان صاحب الفضل في نشر هذا الكتاب، عبد الخالق ثروت
باشا رئيس وزراء مصر، سنة 1922 م، فهو الذي أشار على الدار بطبع الكتاب،
وكان لهذا الوزير عناية بالعلم ونشره، ففد كان عضواً في تلك الجمعية الخيرية التي
قامت على نشر كتاب "المخصص " لابن سيده، سنة 2 190 م.
173